لماذا يعتبر التدخين من المُفطرات في الصيام وهو عبارة عن غاز، وما حكم التدخين؟ الدخان بجميع أنواعه من المواد العضوية التي تحتوي على القطران
والكلمه محظورهوتين، وهذه العناصر لها جِرْم يظهر جليًا في «الفلتر» وعلى الرئتين.
وعليه: فاستعمال الصائم له مفطر؛ لأنه يدخل باختياره جرمًا إلى جوفه، يقول
الأطباء: إن الدخان يمر من الفم والبلعوم الفمي ثم ينزل جزء منه إلى
البلعوم الحنجري، ومنه إلى الرغامي فالرئتين، وينزل الجزء الآخر إلى المريء
فالمعدة، فإن التدخين محرم شرعًا لكونه خبيثًا يشتمل على أضرار كثيرة
ومفاسد عظيمة، والله جل وعلا أباح لعباده الطيبات من المطاعم والمشارب وغير
ذلك، وحرم عليهم كل خبيث، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ
لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} المائدة: 4، وقال عز من قائل في
وصف أتباع النبي صلي الله عليه وسلم: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} الأعراف: 157، ولا يستريب عاقل أن
الدخان من الخبائث وليس من الطيبات. وفيه من المفاسد مهلكة النفس والمال،
والله جل وعلا يقول: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
بِكُمْ رَحِيمًا} النساء: 29 وقد ثبت طبيًّا ضرر الدخان البالغ على النفس،
وأنه سبب لكثير من الأمراض الفتاكة. قال عز من قائل: {وَلا تُلْقُوا
بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} البقرة: 195 وروى مالك في موطئه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضرر ولا ضِرار»، ومعلوم الضرر الذي يصيب
المدخن، وكذلك الذي يلحق بغير المدخن إذا استنشق ما يخرج من المدخن.
والتدخين مهلكة للمال الذي جعله الله قيامًا للحياة. قال تعالى: {وَلا
تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ
قِيَامًا} النساء: 5 وروى الترمذي عن أبي برزة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتى
يُسألَ عنْ أربع: عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ وعنْ
مالهِ مِنْ أيْنَ أخذهُ وفيما أنْفَقَهُ وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ»،
ولا شك أن إنفاق المال في هذا الأمر يعد أمرًا محرمًا؛ لأنه في الحقيقة حرق
له، وإذا كان التدخين بكل أنواعه وأشكاله حرامًا فيكون بيعه حرامًا أيضًا؛
لأن الله إذا حرم شيئًا حرم ثمنه، والله الهادي إلى سواء السبيل.