ما هــــو اللـــون ؟
اللون هو ذلك التأثير الفيزيولوجي الناتج على شبكية العين …سواء كان ناتجاً عن المادة الصباغية الملونة أو عن الضوء الملون …
إدراك أو حس اللون :
نحن
لا نستطيع إدراك الأشياء الملونة إلا بواسطة الضوء الواقع عليها والذي
ينعكس جزء منه إلى عيوننا –ولذلك فأي شئ ملون إذا ما سلط عليه ضوء قوي فإنه
يعكس إشعاعاً أكثر وبالتالي يظهر أكثر نصوعاً أما إذا وقع هذا الشيء
الملون تحت ضوء خافت فإنه يعكس قليلاً ويظهر غير واضح
لماذا نرى الأشياء ملونة ؟
ان
أى جسم معرض للضوء يمتص الإشعاعات ويعكس البعض الآخر ، ولون هذا الجسم هو
لون الإشعاع المنعكس منه …فالفستان أحمر لأنه امتص كل إشعاعات الضوء
الساقطة عليه وعكس إلى عيوننا الإشعاعات الحمراء ، وتنقل العين هذه
الاحساسات إلى المخ عن طريق مجموعة الأقماع الشبكية الخاصة باللون الأحمر
وبذلك يتكون الإحساس باللون الأحمر ، وكذلك فالمياه تبدو زرقاء لأن ضوء
الشمس يعاني الانعكاسات الانكساريه وأثناء مروره فى طبقات الجو المختلفة فى
رحلته إلى الأرض . بحيث تصل إلينا الإشعاعات الزرقاء فقط …ولهذا السبب
أيضاً يبدو البحر أزرق اللون ، بينما تبدو أمواج البحر بيضاء بسبب إحتوائها
على فقاقيع الهواء التى تعكس كل الأشعة الضوئية ولا تمتص منها شيئاً .
وتميز
العين بسهولة الألوان البنفسجية والحمراء ولا تستطيع بسهولة أن تقدر فروق
درجات الألوان الصفراءويريح العين الضوء الموحد خاصة الضوء الأبيض.
الألوان في القرآن
وإذا غفلت عيوننا البشرية عن الالتفات إلى مشاهد الجمال ذكرنا القرآن الكريم بها .
ومن بين آيات الجمال التى يوقفنا القرآن عندها وأمامها كثيراً جمال الألوان
يقول الحق سبحانه وتعالى:( ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ) سورة فاطر آية 27
وكلمــة الجــدد : تعني الطرائق ومفردها جدة .
أما الغرابيب السود : فهي الجبال السود الطوال
وهذه
الآية تذكر اللون الأبيض واللون الأحمر ، أما بقية الألوان وما أكثرها وما
أشد اختلافها وتعددها فيذكرها إيجازاً وتركيزاً قوله تعالي (مختلف ألوانها )
وفي الأنعــــــــام :
فمن تعدد جلود الأنعام يتحقق ذلك الجمال الذى أشارت إليه تلك الآية الكريمة .
(ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) سورة النحل آيه (6)
ونجد تعدد ألوان الأنعام فى قوله تعالي :-
(ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك) سورة فاطر آيه (28)
أي فيهم الأحمر والأبيض والأسود وغيرها
وأفضل الألوان كلها وأشرفها لون الخضرة
وذلك لأمرين :
الأمـــر الأول : هو أن الله سبحانه وتعالي وصف فى كتابه العزيز أهل جنته المخصوصين بتقريبه ومزيته بلباس الثياب الخضر .
فقال تعالي فى وصفهم (عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق) سورة الإنسان آيه (21)
فلو كان فى الألوان أفضل من الخضرة لوصفهم الله سبحانه بذلك .
الأمر الثاني :
ما فى لون الخضرة من تقوية للنظر والزيادة فى حاسة البصر
يقول تعالى (فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ) النمل آية ( 60 )
حدائق
بهيجة ناضرة حية جميلة مفرحة ……ومنظر الحدائق يبعث فى القلب البهجة
والنشاط والحيويةوإن تلوين زهرة واحدة وتنسيقها ليعجز عنه أعظم رجال الفنون
من البشر . وإن تموج الألوان وتداخل الخطوط وتنظيم الوريقات فى الزهرة
الواحدة ليبدو معجزة تتقاصر دونها عبقرية الفن فى القديم والحديث فضلاً عن
معجزة الحياة النامية فى الشجر وهى السر الأكبر الذى يعجز عن فهمه البشر .