استخدام القطرة والبخاخ أثناء الصوم
تختلف عادات المسلم في أيام الصيام عنها في الأيام العادية، فهناك
العديد من الأمور التي من الواجب والمحتوم الامتناع عنها لضمان اجتياز
ساعات الصوم بسلام والحصول على أجر الصيام كاملا.
قد يعاني المسلم
الصائم، سواء قبل رمضان أو خلاله، بعوارض صحية تقتضي الحصول على جرعات
دوائية للتخلص من الأزمة الصحية، فكبار السن مثلا كثيرا ما يعانون من ضيق
في الصدر أو ضعف في البصر مما يقتضي استخدام بخاخات لعلاج ضيق التنفس أو
قطرة لتحسين الرؤية، فهل هذه النوعية من العلاجات الطبية تعد من المفطرات؟
أم أنها لا بأس بها كون استخدامها من الضروريات؟
تكمن حرمانية الأدوية والعلاجات الطبية من أي نوع ولأي مرض كان في
خطورة وصولها إلى الحلق، حيث لا يجوز للصائم على أية حال من الأحوال أن يصل
الماء إلى حلقه، فقد روى الإمام الترمذي عن رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) أنه قال (وبالغ في الاستنشاق ما لم تكن صائما). إذا شعر الصائم بطعم
قطرة الأنف في حلقه فقد فسد صيامه وعليه القضاء. ولا يختلف حكم استخدام
قطرة العين عن ذلك، فهو مباح طالما لم يصل الطعم إلى الجوف، وإن كان البعض
يرجح أن القضاء أفضل على أية حال للتخلص من الشكوك.
عند مرور الصائم بحالات مرضية حرجة قد يكون الإفطار هو الحل الأمثل
لضمان استرداد الصحة والعافية دون مخاوف، فقد أباح الله الإفطار في حالات
المرض ولا ضرر في ذلك طالما التزم المفطر بالقضاء عن أيام الفطر، فقد قال
الله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى
لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ
مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ
يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ
اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة البقرة-
185). تبيح الآية الكريمة للمريض الفطر إذا ما استدعت حالته الصحية ذلك،
فالإسلام دين الرحمة، فالله لم يقر الفرائض الخمس ليشق على المؤمنين إنما
ليبلو صبرهم على الطاعة.
أما استخدام البخاخ، فيرى علماء الدين أنه لا حرج فيه حيث إنه يساعد
الصائم الذي يعاني من ضيق في التنفس على تحسين استنشاقه للهواء ولا جرم في
ذلك على الإطلاق فوصول الهواء إلى الصدر ليس من المفطرات.