آداب وسنن تلاوة القرآن الكريم
1. إخلاص النية لله وحده والبعد عن الرياء والسمعة.
عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنه مر على قارىء يقرأ ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس » رواه الترمذي وقال حديث حسن، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
2. الطهارة من الحدثين
3. طهارة ونظافة المكان والبدن والثياب
4. تنظيف الفم بالسواك
قال علي رضي الله عنه : إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك. رواه بن ماجة وصصحه الالباني
5. يستحب استقبال القبلة وتجوز القراءة ماشيا ومضطجعا وواقفا
قال تعاليى : ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ (آل عمران 191)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن لكل شيء سيدا وإن سيد المجالس قبالة القبلة» رواه الطبراني بإسناد حسن، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
6. الاستعاذة من الشيطان الرجيم
لقوله تعالى : ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ (النحل 98)
7. القراءة بخشوع قلب وسكون جوارح مع استشعار عظمة من يقرأ كلامه
لقوله تعالى: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الحشر 21)
وقوله : ﴿وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ﴾ (الإسراء 109)
8. التدبر والتفكر في معاني الآيات التي يقرأ.
لقوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (محمد 24)
وقوله: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ (ص 29)
قال علي رضي الله عنه: لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدبر فيها.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرهما، أحب إليّ من أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد علم الأولين والآخرين، فليتدبر القرآن.
وقال الحسن البصري: إن من كان قبلكم رأوا أن هذا القرآن رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها في النهار.
9. ترتيل القرآن ترتيلا وعدم هذره وأن لا يختمه في أقل من ثلاث ولا يجعل همه عند القراءة بلوغ آخر السورة.
لقوله سبحانه وتعالى : ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ (المزمل 4)
وقول رسوله صلى الله عليه وسلم : لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث. رواهأحمد وأبوداود والترمذي وقال حسن صحيح وابن ماجه وصححه الشيخ الالباني رحمه الله.
10. سؤال الله من رحمته عند المرور بآيات الرحمة والتعوذ من عذابه عند المرور بآيات العذاب.
عن عوف بن مالك الأشجعي قال : قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني.
11. التغني بالقرآن وتحسين الصوت به
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله : ليس منا من لم يتغن بالقرآن وزاد غيره يجهر به. رواه البخاري
وعنه أيضا أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: زينوا القرآن بأصواتكم. رواه أحمد وأبوداود والنسائي وابن ماجة وصححه الشيخ الألباني.
12. قطع القراءة آية آية
عن أم سلمة أنها ذكرت أو كلمة غيرها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين يقطع قراءته آية آية. رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني رحمه الله. وفي رواية : كان يقطع قراءته آية آية { الحمد لله رب العالمين } ثم يقف { الرحمن الرحيم } ثم يقف. صحيح وضعيف الجامع الصغير وصفة الصلاة للألباني.
13. العمل بالقرآن والإئتمار بأوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده.
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: لقد عشنا برهة من الدهر وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة فيتعلم حلالها وحرامها، وأوامرها وزواجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، ولقد رأينا رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب الى خاتمته لا يدري ما آمره وما زاجره، وما ينبغي أن يقف عنده، ينثره نثر الدّقل ـ أي رديء التمر ويابسه
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
14. الاستماع والإنصات إلى قراءة غيره وعدم الإنشغال عنها
لقوله سبحانه وتعالى : ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الأعراف 204).
15. عدم قطع القراءة إلا لضرورة
عن جابر قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في غزوة ذات الرقاع فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين فحلف أن لا انتهي حتى أهريق دما في أصحاب محمد فخرج يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلا فقال من رجل يكلؤنا فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقال كونا بفم الشعب قال فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب اضطجع المهاجري وقام الأنصاري يصلي وأتى الرجل فلما رأى شخصه عرف أنه ربيئة للقوم فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه حتى رماه بثلاثة اسهم ثم ركع وسجد ثم انتبه صاحبه فلما عرف أنهم قد نذروا به هرب ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدم قال سبحان الله ألا انبهتني أول ما رمى قال: كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها.
16. السجود عند تلاوة أو سماع آية سجدة.
عن أبي رافع قال صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ إذا السماء انشقت فسجد فقلت ما هذه قال سجدت بها خلف أبي القاسم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه. رواه البخاري ومسلم.
عن أبي هريرة أنه قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك. رواه مسلم
عن زيد بن ثابت قال قرأت على النبي والنجم فلم يسجد فيها. رواه البخاري
عن ربيعه بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه ولم يسجد عمر وزاد نافع عن بن عمر رضي الله عنهما إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء. رواه البخاري.
قال الشيخ بن باز رحمه الله : ولا تشترط له (سجود التلاوة) الطهارة في أصح قولي العلماء وليس فيه تسليم ولا تكبير عند الرفع منه في أصح قولي أهل العلم ... وسجود التلاوة في الصلاة وخارجها سنة وليس بواجب لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث زيد بن ثابت ما يدل على ذلك وثبت عن عمر رضي الله عنه ما يدل على ذلك أيضا ، والله ولي التوفيق . مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ ابن باز 11 / 406.
ملاحظة : حديث ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن فإذا مر بالسجدة كبر وسجد وسجدنا. الذي رواه أبو داود والبيهقي والحاكم ضعيف كما قاله ابن حجر في التلخيص والنووي في المجموع. وضعفه الألباني وقال في تمام المنة : وقد روى جمع من الصحابة سجوده صلى الله عليه وسلم للتلاوة في كثير من الآيات في مناسبات مختلفة فلم يذكر أحد منهم تكبيره عليه السلام للسجود ولذلك نميل إلى عدم مشروعية هذا التكبير. وهو رواية عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله. انتهى كلامه رحمه الله.