اولا الموضوع منقول لكن عجبنى وحبيت انقله
وصلتني رسالة من ابنة لي عزيزة..
قالت لي.. وقلت لها.. تعالوا شوفوا شو قلنا؟
انا فتاة عمري 15 سنة...
ابنتي.. اعلمي يا رعاك الله أن المراهقة مرحلة انتقالية. تتسم بالتمرد على
الطفولة، والثورة على التبعية.. تشعر الفتاة حينها بحاجتها الى
الاستقلالية، والاعتماد على الذات.. وحاجتها إلى أن يكون لها عالمها
الخاص.. وأحكامها وقناعاتها.. وهي غالبا تخالف قناعاتها السابقة.. وهذا
التغير قد يصيب الفتاة بالرهق والتعب.. اذا لم تجد انسانا متفهما يعينها
على التخفيف من مبالغتها في ردات فعلها ومغالاتها في اندفاعها وحماسها
لتحقيق رغباتها.. والتنفيس عن طاقاتها الاستثنائية، ونشاطها غير العادي
الذي تحس به الفتاة في أول هذه المرحلة.
أقول:المراهقة مرحلة وحتعدي.. وستكتشف صاحبة
الأمر قديش كانت عنيدة.. والذكية اللي بتتجاوزها دون أن تخسر ملامحها
الإيمانية.. ومزاياها الأخلاقية..\
عندي مشكلة، أنا وماما لا نكاد نتفق:
دعينا نرسم صورة المشكلة بالشكل التالي: فتاة زاد إحساسها بأنوثتها
وخصائصها الفسيولوجية فجأة.. كانت تعتمد في تحقيق متطلباتها وتلبية حاجاتها
على أبويها، فتاة تسعى لتحقيق ذاتها، متسلحة بأفكار جريئة حادة، غير
متوافقة تماما مع أعراف المجتمع، وتقاليد الأسرة، فتاة ترى في ذاتها ما
يمكنها من أن تعيش حياتها على طريقتها الخاصة.. فتاة ترى من المفيد أن تفعل
ما تريد..
أمّ فوضها الله سلطة أخلاقية على أهل بيتها، ومنحها المجتمع سلطة تأديبية..
مطالبة أمام الله تعالى وأمام الزوج والمجتمع أن تحول بين ابنتها وبين
السلوكات الغريبة.. وترى في قناعاتها ما يلزم ابنتها لتجنبها ما يسوؤها..
أمّ ناجحة في حياتها الزوجية وفي عملها الوظيفي.. أحبت ابنتها بكل جوارحها،
وأعطتها بسخاء، وتتوقع منها المزيد من الطاعة والالتزام.. أمّ تخشى
المغامرة، ولا يسرها أن تجعل ابنتُها من نفسها حقل تجارب.. أم ترى في
التجريب مخاطرة وحقل ألغام.
أقول: لكل منكما أن تفعل ما تريد.. وبالطريقة التي لا تفقد معها احترامها لنفسها واحترامها للأخرى.\\\
انا في واحدة صحبتي بحبها أوي وهيه بتحبني..
ابنتي.. الحب دليل عافية النفس وسلامة العقل، فإن رأيت نفسي قلقة وذهني
متعبا فاعلمي أن هذا ليس حبا. لا ينبغي على الإنسان أن يحب اكثر مما يجب.. "
أحبب حبيبك هونا ما".. إياك ان تتعلقي بمعلمة.. أو بصديقة أو.. بماما ناس
هههه أكثر من اللازم.. لأن ذلك سيجعلك لا ترين الحياة إلا من خلالهم..
وتمام السعادة إلا بوجودهم.. وهذه عبودية قد تنازعنا حبنا لله تعالى
ولرسوله الكريم.. وتشوه ملامح السلوك الديني.. ويجعلك تختصرين الحياة وتلغي
الكثير من ملامحها الجميلة.. ساعتها رح بنقول: حب الهوى أعمى .. وحب العقل
ينير البصيرة..
واحنا مابينا اسرار واوقات حلوة كتير..
ابنتي، لا تقصُري حبك ولا صداقتك على صاحبة دون غيرها.. احترمي كل من
حولك.. ولا تتعلقي بأحد زيادة عن الحد.. لا تفشي كل أسرارك.. لكائن من
كان.. ولا تكثري من الأسرار.. فستتحول في المستقبل الى مصدر قلق وتوتر..
وهما عدو النجاح الأول. اذا امتلأ صدرك بالأسرار ستتعبين وتتعبين.. وسيكون
نجاحك بحجم مشاكلك لا أكثر.. ونوعي في الوسائل التي تجعل أوقاتك حلوة..
أقول: لا تجعلي أوقاتك الجميلة مرهونة بحالة واحدة.. أو شخص واحد..
بس ماما مش بتحبها..
من هي أمك؟ هل هي قريبة من تلك الأم التي وصفناها في الفقرة السابقة؟ الأم
صاحبة التجربة.. وصاحبة النجاح.. الأم التي يقع على عاتقها مهمة حمايتك..
والوصول بك إلى شاطئ الأمان.. تلك الأم التي تبالغ في مخاوفها عليك.. ولا
تميل غالبا إلى الحوار. ولا ترين في سلوكك ما يفسر لك مخاوفها.. فهي لا
تريدك أن تتعلقي عاطفيا.. وأن تجعلي من حبك ومن عواطفك قيدا تؤذين به نفسك
قبل غيرك.. انا أؤمن بأن الحب الصادق والطبيعي يمنحنا القوة.. ولا
يضعفنا.. إنه يعطينا أكثر مما يسلبنا..
ماما ما بتحبها.. وأكيد لها مبرراتها.. اسأليها.. ناقشيها.. وضحي لها..
والأهم من كل من ذلك.. أن تجعليها تثق بك.. وتثق بقدرتك على تدبير أمورك..
لولا انها رأت فيك ما يجعلها تخاف عليك لما خافت.. قد تكون أحست أنك سريعة
التأثر بالغير، وقد لا تكوني أنت سبب مخاوفها.. بل سوء الغير ورقة طباعك..
أقول: امنحي ماما مبررا كافيا ليطمئن قلبها، ولا تعود
تبالغ في مواخفها عليك.. أنا مع الحرص الواعي والدعوة بالحكمة.. ولكن ليس
مع الكبت والقهر..
وماما تعباني.. ومش قريبة مني..
لا بأس يا ابنتي.. مش بالضبط انها ماما تعباك.. انت تعبانه من جواتك..
وماما إجت فكرتك بهذا التعب.. استيقظ لما شاف ماما لأنها تمثل صوت السلطة..
لو 100 وحدة حكولك انت غلطانة.. مش رح تتعبي لأنهم ما الهم سلطة عليك..
ماما يا عمري متلك كمان بتقول بنتي تعباني.. وان كانت لا تصرح.. لا تزعلي
منها.. لأنها كمان هي حاسة إنك تعباها.. وحاسة كمان انك بعدت عنها لما
كبرتِ.. اشعريها انك قريبة منها.. وعبري لها عن حبك.. وطمنيها عليك ستكون
اسعد الناس.. وانت سبب كل سعادتها..
أقول: إذا شعرت أن المسافة بينك وبين الله بعيدة
فاعلمي ان الله ليس السبب.. وتقول خبرتي أيضا.. أن الأم ليست السبب غالبا,,
ودائما.. فطبيعة مرحلة المراهقة تتسم فيها الفتاة بالميل نحو العزلة..
وتكوين عالمها الخاص.
عايزاني انهي علاقتي بيها خالص..
لماذا؟؟ اسألي نفسك هذا السؤال.. لماذا؟ هل لأنها تريد أن تشقيك؟ تكرهك؟
تنتقم منك مثلا؟ اذا كان الجواب ( لا ) فكل ما بعد الجواب أسهل مما قبله..
حاولي ان تجيبي على السؤال.. تخيلي نفسك بعد عشرة أعوام أصبحت أما.. وجاءتك
ابنتك تشكو اليك ما تشكينه انت اليوم.. ما سيكون جوابك؟ سأترك الحديث في
هذا للحوار..
وأنا مش عندي اخوات بنات خالص..
نيالك يا عم.. هههه .. هي فعلا خصوصية يجب أن يأخذها الأهل بعين الاعتبار
وبمزيد من الاهتمام.. لا لأنها تمثل خطرا كبيرا.. بل لأن إهمالها يمثل شرا
مقيما..
ولابنتي أقول: عشان هيك لازم يكون لك صديقات كثيرات.. أقول صديقات لا
حبيبات.. صداقة تقوم على احترام الغير، وتقبله,, وتقوم على التعاون
والفضفضة البريئة.. أما الأسرار غأناقشها مع معلمتي مع عمتي خالتي,, وقد لا
تكون الأم هي الأفضل لتقوم بهذا الدور..
البنات الوحيدات غالبا مدللات ومربيات على الفضيلة والانضباط.. وهذا يضعف
موقعها في مجتمع الطالبات الغيورات وغير المنضبطات, وقد لا يجعل منها شخصية
قيادية خارج نطاق الأسرة وخارج أبواب الفصل وأسوار المدرسة.. وقد تتنبه
الأم لذلك فتبالغ في حرصها ومخاوفها على ابنتها,,
ابنتي الحبيبة,, لعلنا نناقش الحل في لقاء اخر ان شاء الله.. ولكن اذكرك بأن هذا القلب اذا لم يسكنه الله سكنته الشياطين..