سورة التَّوبَة 9/114
سبب التسمية :
سميت هذه السورة " سورة التوبة " ِلمَا فيها من توبة الله على النبي
والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد
يزيغ قلوب فريق منهم وعلى الثلاثة الذين خُلفوا في غزوة تبوك .
التعريف بالسورة :
1) مدنية ما عدا الآيتان 128 ، 129 فمكيتان .
2) هي من سور المئين وهي الوحيدة في السور المدنية.
3) عدد آياتها 129 آية .
4) السورة التاسعة في ترتيب المصحف .
5) نزلت بعد سورة " المائدة " .
6) السورة لم تبدأ بالبسم الله و يطلق عليها سورة براءة وقد نزلت
عام 9هـ ونزلت بعد غزوة تبوك .
7) الجزء " 11 " ، الحزب " 19،20،21 " الربع " 1،2،3 " .
محور مواضيع السورة :
هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع
وهي من أواخر ما نزل على رسول الله فقد روى البخاري عن البراء
بن عازب : أن آخر سورة نزلت سورة براءة وروى الحافظ ابن كثير
أن أول هذه السورة نزلت على رسول الله عند مَرْجِعِهِ من غزوة تبوك
وبعث أبا بكر الصديق أميرا على الحج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم
فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مُبَلِّغَا عن رسول الله ما فيها
من الأحكام نزلت في السنة التاسعة من الهجرة وهي السنة التي خرج فيها رسول
الله لغزو الروم واشتهرت بين الغزوات النبوية بـ " غزوة تبوك " وكانت في حر
شديد وسفر بعيد حين طابت الثمار وأخلد الناس إلى نعيم الحياة فكانت ابتلاء
لإيمان المؤمنين وامتحانا لصدقهم وإخلاصهم لدين الله وتمييزا بينهم وبين
المنافقين ولهذه السورة الكريمة هدفان أساسيان إلى جانب الأحكام الأخرى
هما أولا : بيان القانون الإسلامي في معاملة المشركين وأهل الكتاب .
ثانيا : إظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول لغزو الروم .
سبب نزول السورة :
1) عن الزهري : " فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَرْبَعَة أَشْهُر " قال: نزلت في شوال فهي الأربعة أشهر شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم .
2) قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلَّفوا
عن رسول الله في غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكن
والظلال مع النساء ورسول الله وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا
بالسواري فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا
أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله مرَّ بهم فرآهم فقال : من
هؤلاء قالوا هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون
أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم فقال النبي : وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا
أعذرهم حتى أؤمر بإطالقهم رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين، فأنزل
الله تعالى هذه الآية فلما نزلت أرسل إليهم النبي وأطلقهم وعذرهم فلما
أطلقهم قالوا : يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق عنا وطهرنا
واستغفر لنا ؛ فقال : ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فأنزل الله عز وجل " خُذْ مِن أمْوَالِهِم صَدقةً تُطَهِّرَهُم " الآية وقال ابن عباس : كانوا عشرة رهط .
3) قال المفسرون : لما أُسِرَ العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه
بكفره بالله وقطيعة الرحم وأغلظ عليّ له القول فقال العباس ما لكم تذكرون
مساوئنا ولا تذكرون محاسننا فقال له علي: ألكم محاسن قال: نعم إنا لنعمر
المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل ردا
على العباس "مَا كَانَ لِلمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا " الآية .
4) نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن
أمية من بني واقف تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا في قوله تعالى " وَعَلَى الثَلاثةِ الذينَ خُلِّفُوا " الآية .
فضل السورة :
1) عن ابن عباس قال : سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لِمَ لَمْ تكتب في
براءة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال :لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان
وبراءة نزلت بالسيف .
2) عن محمد بن اسحاق قال : كانت براءة تسمى في زمان النبي المعبرة لما كشفت من سرائر الناس .