السؤال:للشيخ ابن عثيمين
عندما يمضي سبعة أيام على الميت يقوم أهل الفقيد
من النساء بالذهاب إليه في المقبرة، ويقومون بالبكاء
مرة أخرى، وعندما يكمل خمسة عشرة يوماً يكررون
نفس الطريقة، ومرة أخرى عندما يكمل الأربعين
ويقومون بالحزن عليه لمدة عام أو أكثر ويحرمون
الصغار من اللعب والمرح، هل يجوز أم لا
نرجوا من فضيلتكم الإفادة أفادكم الله؟
الشيخ: لا يجوز هذا العمل لأن زيارة المرأة للمقابر
إذا خرجت من بيتها لهذا القصد، فإنها ملعونة والعياذ بالله
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور،
وهؤلاء خرجن لزيارة القبور وللنياحة أيضاً عند القبر،
لأن الظاهر من حال هؤلاء أن لا يقتصرن على البكاء
المجرد بل إنهن لابد أن يكون ثم نياحة وقد لعن النبي
صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة،
وكذلك الإحداد لمدة عام كله من المنكر الذي لا يجوز
فإنه لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تحد على
ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا،
وما عدا ذلك من الإحداد فكله محرم ولا يجوز،
وليعلم المؤمن أنه إذا صبر على المصيبة أعانه الله
عز وجل وسدد خطاه وأنساه مصيبته وأثابه عليها مع الاحتساب
وإذا تسخط وحزن استمرت المصيبة في قلبه وازداد
بذلك حسرة على حسرته، فليتق الله عز وجل وليرض
به رباً فإن لله حكمة فيما أخذ وفيما أبقى،
وكل شيء عنده بأجل مسمى.
والله تعالى اعلى واعلم