ذلك أن مشعـل اليقين يلــوح في سمـائنـا دومــا..
نعــم ..
يقين أن الله يـرانـا ويسمعنـا ويعلـم جـراحــات قلوبنــا..
يسمع أنين تـوجعنـا ودعــــــاء تضـرعنـا..
يسمع خفقـات قلوبنـا وخفي دعــائنــا..يثقل ألسنتنا عن اللهـج بـه..
يسمـع زفـرات الصـدر المثقـل..ويرى دمعـات العين الملتهبــة..
ويعلـم سـر شكوانـا وحقـائق أحوالنـا وهـو اللطيـف الخبيـر,
ماابتلانـاا الا ليعـافينـا,وماحـرمنـا إلا ليعطينـا,وماأظمأنـا إلا ليسقينـا..
يقلـب القلـوب الضعيفــة بألـوان البلايـا حتى تشفـى من عللهـــا,
وتحيـا حيـــاة طيبــــــــة في عبوديتهــــا لربهـــا..
يقلبهـــا ويـذيقهـــا صعوبـــة المجـاهــــدة وألــــم التمحيـــص
حتـى يميــز الخبـيـث من الطيـب..
((وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ))
لابـد من لسعـة المجـاهــدة حتى لايبقى في القلب إلا الله,
ولايحلـو للسـان أن يترنـم إلا بـ لاإله إلاالله..
إن الله يأخـذ بأيـدينـا إذا ثقلت علينـا مشقــــة المجـاهــــدة,
ويطـوي الأرض إذا طـال مسيرنـا في الليل المـدلهــم لأنه يريـدنا أن نصل إليه
فوالله لو أنه يريد لنـا العـذاب ماهـدانـا لطاعتـه,ولاأكرمنا لنكون من عباده,
ولكنهــا الأمانـــة لايحملهـــا إلا قلوب ذاقت مـــرارة الحيـــاة,
ولسعتهــــا جمـــــــرة الابتـــلاء..
ولنخطئ مـــرة ولنتعثــر مــرات في الطريــق..
لتضعف قوانـــا مــرة وتتلاشــى مــرات ..
ولكن..
لنبقى متصلين بحبـل الله,نشــد بأكفنـا على العــروة الوثقـى ..
مستسلمين لله قلبـا وقالبـا..جاهــدين لـه بالاحسـان مااستطعنـا..
(( وَمَن
يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ))
.. لـه عاقبتهـــا فيـرى من سعـى ممن استسلـم لحــال نفســـه,
و[يئس من رحمــــة ربـــه..
وكـل حركــــة يائســـة لاثمــرة لهـــا إلا زيـــادة الكـرب والضيـق,
ولكننـا عنـدمـا نسيـر بثقـة ورجـــاء نتـذوق أول الثمــــار وهي:
الطمـأنية بالله.
فلنكـن ممن صنـع من ألمــــه سلمـا لنجـاتـه من ضيق الـدنيــا
إلـى سعــة الآخــرة والله لايضيـع أجـر المحسنين..
وإنـه من أعظم احسـان العبــد لنفســه أن يـدفع الضر عنهـا بكل وسيلـة..
ولنكـن ممن يأخــذ الحـق بقـوة ويعطيــه بقـوة..
كما قال سبحانـه:
(خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ )
أسأل الله أن يجعل نفوسنا مطمئنه وحياه طيبه
في طاعة الله كي نفوز في الدارين