"منطقة السكون"
ما زال الغموض يلف عدداً من المواقع على
سطح
كوكبنا والتي تشهد شذوذاً في حقول الجاذبية
الأرضية والجوية، لحد
الآن لم يفلح العلم في
كشف أسرارها، بعض هذه المناطق تتدخل مع
حياة
الانسان والأجهزة التي يستخدمها، من تلك
المناطق الجديرة بالاهتمام نذكر
جزيرة إلبا
الواقعة في البحر الأبيض المتوسط (المكان
الأول الذي نفي
إليه نابليون) وكذلك منطقة
جبل ستريدهوري في تشيكوسلوفاكيا، حيث لوحظ
قوى مجهولة تمتص قوة محركات السيارات على
طول 75 قدماً من الطريق.
لكن في المكسيك
التي تعرف بانتشار ظواهر الغموض فيها توجد
منطقة
صحراوية تعرف بـ"منطقة السكون"
Zone of Silence تبعد 400 ميل عن مدينة
إلباسو الواقعية في ولاية تكساس الأمريكية،
أحاط بتلك المنطقة
الكثير من القصص والأحداث
الغريبة، ومن المثير للاهتمام أن تلك
المنطقة معزولة بشكل طبيعي عن أي إشارة
راديو أو تلفزيون !
قرون من
الغموض
وفقاً لما صرح به الدكتور سانتياغو
غارسيا
يرجع إدراك العديد من الخصائص الفريدة
وغير العادية في تلك
المنطقة إلى منتصف
القرن التاسع عشر، حدث ذلك عندما حاول
المزارعون
إحياء تلك المنطقة عبر تحويلها
إلى أراض زراعية ففوجئوا بحصى حارة تسقط
بشكل روتيني من السماء، في الثلاثينيات 1930
لاحظ الملاح الجوي
فرانسيسكو سارابيا في
ولاية كواهويلا شمال المكسيك أن الراديو
الذي
كان بحوزته توقف بشكل غامض عن العمل. فكان
أول ضحية في "منطقة
السكون". ومع دخول
السبعينيات 1970 أصبحت المنطقة معروفة
أكثر
بغموضها لدى الناس عندما تحول مسار صاروخ
أمريكي بشكل غير متوقع
ليقع ويتحطم في
منطقة السكون، تم إطلاقه من قاعدة وايت
ساندز، وبعد
أعوام قليلة تناثرت أشلاء قطع
من الصاروخ الفضائي ساتورن فوق نفس
المنطقة، تستخدم تلك القطع تستخدم كمرحلة
في تسريع إقلاع الصاروخ
وذلك ضمن مشروع
أبوللو الأمريكي إلى القمر، وعلى إثر تلك
الحادثة
أرسل الجيش الأمريكي فريقاُ إلى
المنطقة المذكورة بهدف التحقيق في
خصائصها
الطبيعية المدهشة. كان المهندس هاري دي لا
بينا أول من يكتشف
خصائص تداخل أمواج
الراديو لتلك المنطقة، سكن الناس تلك
المنطقة
الصحراوية منذ عهود ما قبل
التاريخ، المنطقة مليئة بالأشجار الشوكية
البرية والأفاعي السامة على شاكلة غير ها من
الصحارى، أدرك "بينا"
أنهم لم يستطيعوا
الاتصال فيما بينهم عبر أجهزة وكي توكي
Walkie
Talkie ، في حين أن أجهزة الارسال
المحمولة لم تقم بارسال الإشارة بنفس
لاسرعة
أو القوة المتوقعة، فكان على المستقبل أن
يرفع حجم الصوت إلى
أقصاه ليسمع صوت همس
فقط! ولحد الآن لم يتم استقبال أي
إشارات
تلفزيونية قي سيلابوس أو في المناطق التي
تجاورها، حيث يعتقد
أن هناك قوة مغناطيسية
تؤثر سلباً على أمواج الراديو في تلك
المنطقة. قام العديد من العلماء بزيارة تلك
المنطقة منذ الزيارة
الأولى للمهندس بينا،
وأقامت حكومة المكسيك مختبراً فيها. ومن
الغريب أن خط العرض الذي تقع فيه تلك
المنطقة قريب جداً من خط
العرض الذي تقع فيه
منطقة مثلث برمودا إلى الشمال من خط
السرطان
المداري كما رويت العديد من القصص
حول مشاهدات لأجسلام طائرة مجهولة UFO
وحول
وجود مخلوقات غير بشرية ولحد الآن لا زال عدد
من الناس يزعم
أنهم الالتقاء بمخلوقات
قادمة من الفضاء الخارجي في العقود الأولى
من القرن العشرين.
أجسام طائرة مجهولة ولقاء مع المخلوقات
في
أكتوبر من عام 1975 انطلق ارنستو
وجوزفينا دياز في سيارة شحن صغيرة
(بيكاب)
إلى المنطقة بهدف جمع مستحاثات أو صخور
فريدة وبينما كانا
مشغولين بأنشطتهما لاحظا
اقتراب عاصفة مطرية نحوهم عندها حزما
أمتعتهما وانطلقا عائدين بسرعة في سيارتهم
بهدف تجنب الوقوع في
طوفان ولكن الأمطار
كانت غزيرة جداً إلى درجة أن الأرض تحولت
إلى
مستنقع وعلقت سيارتهما حيث بدأت تغوص في
التربة الناعمة. وبينما
كان يحاولان جاهدين
إخراج السيارة من الطين، اقترب منهما
اثنان
ولوحا لهم وسط الأمطار، كانا طويلين
جداً ويرتديان معاطف صفراء وخوذ
وملامحهم غير
واضحة وفي نفس الوقت غير عادية، قدما
المساعدة لزوجين
لإعادة السيارة مجدداً إلى
الطريق و أعلماهما بضرورة دخول السيارة
ليتسنى لهما دفعها من الخلف وعندما أصبحت
السيارة على أرض الطريق
الصلبة خرج الزوج
من السيارة ليشكرهما على المساعدة فاختفيا
ولم
يعثر على أي اثر على الرمال يدل عليهما!
كما أن العديد من المسافرين إلى تلك
المنطقة
أخبروا عن روؤيتهم لأضواء غريبة أو
كرات نارية تحوم في السماء وتتغير
ألوانها
، كانت تشاهد واقفة بلا حركة ثم تندفع
بسرعة عالية جداً ،
ففي أحد الروايات أن
شخصان كانا في عودتهما من الاحتفالات شاهدا
ضوءاً على بشكل هلالي يسقط من السماء المظلمة
وينطلق منه ركاب على
شكل مخلوقات تشبه
البشر ، كانوا أيضاً متألقين بنفس ذلك
الضوء
الغريب ويمشيان باتجاههما ، فهربا مسرعين
من شدة الخوف. كرس
الدكتور سانتياغو غارسيا
الكثير من سنوات حياته باجراء التحقيقات
العلمية في تلك المنطقة الشاذة وهو يقول أن
بعض الأضواء التي رآها
المقيمين في المنطقة
كانت بسبب العربات التابعة للجيش الأمريكي
التي
كانت تجوب المنطقة ضمن مهمة معينة تحت
جنح الظلام فيما كانت تشحن من خلايا
الطاقة
الشمسية خلال النهار .يشير غارسيا إلى
القوات الجوية
االأمريكية كانت تأتي لجمع
بقايا صاروخ أثينا، كما قاموا بتحميل
عدد
من الشاحنات برمال الصحراء بهدف تحليلها،
حيث أن هناك اعتقاد
شائع بوجود كميات
كبيرة من معدن المغنتيت في المنطقة وأن ذلك
الفلز
المعدني مسؤول عن تدمير الأمواج
الكهرومغناطيسية كما تم البرهنة على وجود
كميات لا بأس بها من اليورانيوم في الجبال
المحيطة بمنطقة السكون.
في عام 1976 استطاع
زائر لتلك المنطقة بأخذ أول صورة عن جسم
طائر
مجهول هبط بالقرب من مكان يعرف من قبل
السكان المحليين بـ Magnet Hill أو
تلة
المغناطيس، تظهر الصور جسماً فضياً متلألئاً
يشبه غطاء القدر
(الطنجرة)، كان ذلك الزائر
محظوظاً لأنه استطاع التقاط صور أكثر لذلك
الجسم المجهول (يوفو) بينما كان يرتفع مع
صوت هدير محركاته مختفياً
باتجاه الغرب.
ألغاز
أثرية
اكتشف علماء الآثار في منطقة السكون على
آثار لم يستطيعوا تحديد تاريخها، لكنهم
يظنون أنها عبارة عن أدوات
تساعد في رصد
النجوم كانت قد استخدامت منذ آلاف السنين
،كما عثر
على نيزك في تشيهواهوا يحتوي على
عروق كريستالية أقدم من نظامنا الشمسي
نفسه
، فعمر النظام الشمسي يقدر بـ 6 بلايين سنة
بينما النيزك يقدر
عمره 13 بليون سنة !
أي بعمر الكون
نفسه!
وأخيراً
...
سواء كنا نتعامل مع أجسام طائرة مجهولة
أو
زوار من بعد آخر يجدون في تلك المنطقة
الشاذة مغناطيسياً فرصة
لرحلاتهم ألينا أو
أموراً لم نستطع بعد إيجاد تفسير علمي لها
في
عالمنا لن نجصل على أجابات سهلة عن تلك
المنطقة الغامضة!