ياهذا...... الدارُ بعيدةٌ أنوارها،من دُونها الآلُ، والهمِّة ضعيفٌ أُوارُها تُوهنها الآمال،،
كن بالدنيا بصيرٌ، وبزخرفها الفاني خبير،
من رَغِب في العسل صَبر علي لسعِ النحل، ومن أراد فهمَ الكتاب أجهد المُقل
مالي أراك مُعرضاً عن العلم ..أتريدُ أن تبتغي به عِوضاً، أم وجدت عنهُ بدلاً، فكلها للزوال مَصيرُها ، وللإضمحلال كبيرُها،،
أشغلتَ
نفسك بالوصف،وتركت التمتعَ بالموصوف، وأكثرت في العلم الكلام ،وتحصيلُه
بذاك لاينال ،....هيهات إن القوم مارفعوا عنهُ رؤوسَهم ،وماملَّت من حملِ
بضاعته عِيابهم،وماسئمت من ترداد أبوابه ألسنتُهم
أتريد
أن تلحق بالحاج ، وماابتعت الرّاحلة ، أتبغي أن تلحق بالَّركب والقوم قد
وصلوا الميقات ، أأنت في شوقٍ للصُّحبة وقد شرعوا في التلبية ،خيَّم في
سماء خاطرك سحاب (الكسل)، وثبط الهمَّة عن المسيرِ رياح( العجز)
جاهد النفس على دوام السماع، عسى أمرك عندها أن يُطاع،
وكرّركلما أصبحتَ المواد، بسعة خاطرِ وانشراح فؤاد،
واعلم أن غايتك حميدة في العواقب، ومن أيقن بجمال المطلع، اشتاق لساعةِ القدوم
ومن حثَّ جِمال القافلة، أحبَّ السُّرى مع النجوم،
تنفس عبق الحديث مع أول التصفح، وشُم عطر الفوائد مع التكرار
وذق طعم التحصيل بالمراجعة،
واخرج واثقاً..لساحة التمييز بجود الاطلاع،وأظهر عازماً..على صفحات الإجابة دلائل الجُهد،
لتقول لساعات التعب هذا أوانُ الوفاء، فمتى يكون الكرم،
وتلك نِتائجُ التحصيل، فأين سُرعة الإدراك و الفهم، وردد طول زمانك، في بُكورك وعَشيِّك،
(( وقل ربِّ زدني علماً))
بقلم : أحمد المُغيِّري