الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد ..
الصبر جواد لا يكبو .. وصارما لا ينبو .. وجندا لا يهزم .. وحصنا لا يهدم .
قال شيح الإسلام ابن تيمية : إنما تنال الإمامة بالصبر واليقين.
قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه : أفضل عيش أدركناه بالصبر ، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريما.
قال علي بن أبي طالب : الصبر مطية لا تكبو.
وقال الحسن : الصبر كنز من كنز الجنة ، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده.
قال ابن القيم : الإنسان منا إذا غلب صبره باعث الهوى والشهوة التحق
بالملائكة .. وإذا غلب باعث الهوى والشهوة صبره التحق بالشياطين.
الصبر على ثلاثة أنواع : صبر على طاعة الله ، وصبر عن معصية الله ، وصبر على امتحان الله.
قال سليمان بن القاسم : كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر قال تعالى "قُلْ يَا
عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي
هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى
الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ" ( الزمر آية 10 ) .
قال ابن القيم : الصبر على طاعته والصبر عن معصيته أكمل من الصبر على
أقداره ، فإن الصبر فيها صبر اختيار ومحبة والصبر على أحكامه الكونية صبر
ضرورة .
قال ابن تيمية : الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه.
قال مغيرة : ذهبت عين الأحنف فقال: ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد .
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
كان الإمام أحمد يئن في مرضه ، فلما أخبروه أن طاووساً يقول : إنّ أنين المريض شكوى ، ما أنّ حتى مات ... رحمة الله عليه من صابر.
أصيب مطرف بن عبدالله في ابن له فأتاه قوم يعزونه فخرج إليهم أحسن ما كان بشرا ثم قال : إني لأستحي من الله أن أتضعضع لمصيبة .
وهذه زوجة فتح الموصلي انقطعت إصبعها فضحكت فقال لها بعض من معها :
أتضحكين . وقد انقطع إصبعك ؟ فقالت حلاوة أجرها أنستني مرارة قطعها.
عن يونس بن يزيد : سألت ربيعة بن أبي عبدالرحمن ما منتهى الصبر؟ قال : أن يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه.
وقال قيس بن الحجاج في قوله تعالى " فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا" ( سورة
المعارج آية 5 ) : أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو.
ملكت دموع العين حتى رددتها إلى ناظري فالعين في القلب تدمع
قال ابن عباس : ما قام أحد بدين الله كله إلا إبراهيم –عليه السلام - قدّم بدنه للنيران .. وطعامه للضيفان .. وولده للقربان.
وأخيرا .. فالله قد بشّر الصابرين بثلاث بشارات في قوله تعالى :"
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " (
سورة البقرة من آيه 55 - إلى آية 57 )