القوة الذاتية وأسرار النجاح بالإيمان
التنمية الذاتية والقوة الكامنة في النفس البشرية أصبحت القضية الأولى
التي تشغل علماء الإدارة والتنمية الإدارية في تلك الآونة
لما لها من أهمية كبيرة في تحقيق النجاح سواء كان على المستوى الشخصي
للفرد أو على مستوى المؤسسات والمنشآت او على مستوى الأمم والشعوب
ومن هنا خصصت المحاضرات والدورات التدريبية
التي تتناول القوى الداخلية التي يملكها الإنسان
وكيفية إستخراج هذه القوى وإستغلالها بالشكل الأمثل
الذي يحقق لها النجاح والتفوق والتميز في ذلك الزمن
الذي أصبح التفرد والإبتكار فيه سمة أساسية من سمات النجاح والتفوق .
ومن ثم ترجمت العديد من الأعمال الغربية
التي تناولت قضية الذات وإشكالياتها ومن أمثلة هذه
الكتب كتاب " أنت تملك القوة في داخلك " للكاتبة لويزا
هاي وترجمة كامل السعدون وتلك الجهود ضمن محاولات نشر مفاهيم
إعادة بناء الذات من جديد و تحقيق الإحترام الداخلي
والوثوق بالذات والتأكيد على أن الإيمان بوجود تلك القوة الذاتية
الداخلية التي تدفع الإنسان إلى النجاح والحرية والسعادة .
وتركز معظم هذه الكتابات على الروحانيات والإيمان
بقوة داخلية ما تدفع إلى الحق ...
وهو ما يترجم لدينا – نحن المسلمون - بالإيمان بالله عز وجل
والفطرة النقية التي خلقنا الله تبارك وتعالى عليها وأن الله
ما خلقنا في هذه الدنيا إلا لنعبده ونستعمر تلك الأرض
ونبني ونعمر فيها بالإيمان فالجانب الروحي الذي يسعى هؤلاء الكتاب
إلى بثه في نفوس الغربيين ويفتقرون إليه هو الإيمان
الذي يعتبر قوتنا وأساس حياة المسلمون .
وعلى ذلك فإن أول شرط للنجاح من وجهة نظر علماء الغرب
نتفوق نحن الشرق فيه ألا وهو الإيمان بالله تبارك وتعالى
والتوكل عليه وتلك هي القوة الروحية التي يتحدثون عنها في كتبهم .
ويجب على الإنسان أن يستخدم هذه القوى لمواجهة المشاعر
والاحاسيس السلبية التي قد تثبت من عزيمته وتهدر نجاحه
وهذه الأحاسيس السلبية مصدرها النفس والذات
حيث نجد أن بعض الأشخاص يهدرون أوقاتهم في التفكير
في من آذاهم أو من ظلمهم ويكيدون لهم وتتولد
تجاههم مشاعر كراهية أو حقد هذا من ناحية .
ومن ناحية أخرى قد تكون المشاعر والإحاسيس السلبية
تجاه النفس ذاتها بمعنى أن يكره الإنسان ذاته وأن يكون دائم
اللوم لها واللوم الذي نتحدث عنه هنا ليس اللوم الذي يقصده
ربنا تبارك وتعالى عندما أقسم قائلا " والنفس اللوامة "فاللوم
الذي تشير إليه الآية الكريمة يحض النفس على اللوم
على أفعالها السلبية وحضها على التوبة والمسارعة في الخيرات
والتغلب على السلبيات ، أما اللوم الأول الذي نقصده
هو اللوم الدائم الذي لا يدفع النفس إلى تغيير ذلك الواقع
السلبي الذي تعيشه وإنما يكتفي صاحب هذه النفس
بجلد ذاته دون أن يتحرك أو يتغير أو يطور من ذاته .
ولكي يتغلب الإنسان على هذه المشاعر السلبية التي لا تتسبب
في فشله فحسب وإنما تتسبب أيضا في إصابته بالأمرض البدنية
والنفسية والإكتئاب وأحيانا قد تنتهي به إلى الإنتحار .... !!
فلكي يتجنب الإنسان كل ذلك عليه بالتسامح ..
التسامح مع نفسه والآخرين فعليه أن يرحم ذاته
والآخرين فالتسامح قوة وليس ضعف .
فبداية النجاح تكون من خلال التسامح الذي يفيدك أنت أكثر
ممن تسامحهم ولذلك نجد أن ديننا الإسلامي دعانا إلى التسامح
فكيف لا والله تبارك تعالي هو الغفور الرحيم وإذا بحثنا
في الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة
لوجدنا ما يثبت ذلك حيث يقول الله تبارك وتعالى "
{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ *
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ
الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ *
وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
آل عمران 133 – 135 .
فالوصفة السحرية لنجاحنا نحن العالم الإسلامي
أن نتمسك بديننا ونطبق شريعتنا فهي سبيلنا للنجاح
في الدنيا والآخرة وقد دعانا الله تبارك وتعالى إلى التمسك
بأخلاقيات وترك أخلاقيات وهو ما أثبتته البحوث والتقارير الغربية التي أجريت في الغرب
فتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف هي التي ستقودنا إلى النجاح .