كلاكيت (( 1 )).... ابدأ
فتحت باب شقتي .أطلت السكوت والإصغاء والتأمل ..
وأخذت أتأمل زوايا مسكني ... وإذا بي اكتشف الأتي ...
مسكني زحمة أواني متسخة!!
أمتعه... أغراض أعزب لا تعد ولا تحصى ...
كم هائل من الكتب التي أتململ من قرأتها ...
وكم هائل من الصحف اليومية وأغلبها يعود لتواريخ العام المنصرم ...
كم لا بأس به من المجلات في مكاني ... وتحمل صور لحسناوات اعتقد أنهن على غير خلق وينقصهن كثير من الأدب ...
بوجه عام أنا لا أعلم هل أنا في غرفة النوم أو المطبخ أو المكتبة العامة !!!
كلاكيت (( 2 )) ... ابدأ
أحذية
أمام وبجانب الحائط !!!
ورائحة أعقاب السجائر تكاد تطبق على المكان واعتقد أنها تعود لـ أيام عديدة انقضت !!!
أعواد ثقاب كثيرة مستهلكه متناثرة في المكان ... وكأني " جوزيف ستاليين "
أوراق بيضاء في مكان معين ولكن غير منظمة وعلى أغلبها تواقيع أو خطوط مستقيمة متجهة من الأسفل إلي الأعلى
كلاكيت (( 3 )) .... ابدأ
فارتميت برأسي على أطراف الوسادة
و إذا بالغبار يتطاير !!!
وكأنني بكوخ خشبي ذهب صاحبه ليحظر بعض الحطب لمواجهة البرد القارص ... أطال صاحب الكوخ الغيبة ومضت أيامٍ طوال ولم يأتي إلى هذه اللحظة !!!
وأما الوسادة الثانية فليست بـأفضل حال من الأولى هيا الأخرى تعاني من ضيق في منطقة الخاصرة وكأنها
" مارلين مونرو " أما عن سبب الضيق وبهذه المنطقة بتحديد ... واضح وبسيط وسادة أعزب ...
على فراشي أعاني من عدة متاعب ...
وفي داخلي مجموعة هموم مشاغبة ...
ومشكلة هذا الفراش انه يحوي شخص واحد وأعزب وهذه هي طاقته الاستعابية
أما عن صاحب الفراش بداخلة مليون شخص " يستيقظون كل صباح ويعملون بجد ونشاط ويعودون لنوم كل مساء "
كلاكيت (( 4 )) ... ابدأ
أخذت أفكر وأنظر إلى واقعي
... وكأني مهرج أجتمع الناس من حوله و بدؤوا يتدافعون ويصفقون له بحماس ويصرخون عليه وفي وجهه " هيا .. هيا ابدأ ... هيا أمتعنا "
وبعضهم أخذ يرمي عليه ما تبقى من قطع نقود معدنية بهدف إيذائه ....
كان يغص .. ويغص ... و الحشرجات تتسابق وتتدافع في حنجرته ...
هذا المهرج رسم ابتسامه طويلة وعريضة على وجهة من اجل إمتاع و إسعاد الآخرين ...كان الجميع يضحك ويقهقه و بعضهم كان يقول كم هو أحمق ومسلي ...
أما في واقعه فهو يحمل حزن لو أخذ منه كل الحضور لزاد عليهم .. ولأصبح كفيل بإغراقهم بالدمع كل ليلة..
أخذت القلم وبعض الورق الذي رسمت عليه خطوط الطول وكما قلت كانت من أسفل إلى أعلى ...
وإذا بـِ بنات أفكاري يتوافدن ...
بدأت أفتح بصدري لهن مسرح ...
فبدأت أصرف لهن التذاكر ...
و ابتدأ الجمهور يتدفق وأنا مطبق على شفاهي ...
وبدأ صدري يضيق أكثر وأكثـر ... حتى انتزعت ضلوعي الناحلة , ورميت خافقي ...
بنات أفكاري يتزايدن ...
أنا أتناقص وهن يتزايدن !!!
كنت أنا أتساقط وهن يقفن بثبات ...
كنت أتلاشـــــى
أتلاشـــى
أتلاشى
وبنات أفكاري يتزايدن ... حتى أكتمل الحضور ...
أما أنا اختفيــــت وأصبح في مكاني طبعة قدمين ودخان وقلم متجه لسقوط ...
أسدل الستار أنا بلغلــــط أنحني تقديرا لجميع الحضور ... وشكراً.. وشكراً .. شكراً .
انصهار يليه انصهار سقـط القلم ... وهذا الصدى ..!