ليس صحيحاً أن كل استعراض للغضب أو التحدي يعتبر نوبة غضب وعصبية.
من المحتمل أن يجري (يركض) طفلك بعيداً عنك غاضباً وأن يصرخ (يصيح) أو حتى يضرب الأرض بقدميه أو يتصلب جسده، حتى أنك قد تعجزين عن وضعه في عربة الأطفال الخاصة به، كل ذلك من دون حدوث نوبة غضب وعصبية.
أما نوبة الغضب والعصبية الكاملة فهي شيء آخر مختلف: هي المرادف العاطفي لفتيل التفجير الملتهب. ولو بدأت نوبة الغضب في أخذ مجراها، فلا يمكن لأي شخص كبير أن يمنعها أو أي طفل أن يتوقف عنها.
تبدأ نوبة الغضب في معظم الأحوال عندما يتراكم كم هائل من الإحباط (والذي يصدر غالباً عن الخوف أو القلق) داخل الطفل حتى يمتلئ تماماً بالتوتر ولا يبقى له ما ينفس به عن ذلك غير الإنفجار الباكي. أحياناً يكون التراكم بطيئاً وقد تعرفين أثناء وقت الغذاء أن هناك نوبة غضب آخذة في الاحتقان، وإذا حالفك الحظ قد يمر الوقت لحين موعد النوم ليلاً من دون حدوث واحدة من تلك النوبات.
في بعض الأحيان، تهجم نوبة الغضب بسرعة كبيرة بلا مقدمات حتى تبدو وكأن فتيل التفجير لدى الطفل قد اشتعل لأن أحد الأشخاص قد ضغط على الزر الخطأ.
وإلى أن تنتهي نوبة الغضب هذه، تسيطر على الطفل المشاعر الداخلية الحانقة والغاضبة؛ فيكون تائهاً ومرعوباً من هذه المشاعر العنيفة التي لا يستطيع السيطرة عليها.
ومهما كانت نوبات غضب طفلك مزعجة بالنسبة لك، فإن وقعها أسوأ بكثير عليه.
ودي لكم ,.