نُتَفْ من سيَّر السلف
الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد :
فإن
كثرة الفتن ، و سرعة الأحداث التي تمر بالمسلم لا شك أنها لها تأثير على
قلبه و توجهاته ، و تجعله أحياناً يتخبط و لا يستبين الطريق ، فهذه دعوة
المقصود منها الترويح عن النفس ، و بث السُنّة ، و رفع الهمّة ، و التذكير
بسير الصالحين ، و أخذ العبرة من السابقين ، و التعريف بالسلف المتقين .
ربما
يجد القارئ في هذه السلسلة إحياء لسُنّة مهجورة ، أو توثيق لقصة مغمورة ،
أو تضعيف لحكاية مشهورة ، أو كرامة لأحد الأولياء ، أو فضيحة لأحد الأشقياء
، أو ترجمة عظيم ، أو حكمة حكيم ، أو دفع شبهة ، أو تفسير آية ، أو غير
ذلك مما يفتح الله به .
إشترطت على نفسي فيها :
- صحة السند إن كان مرفوعاً .
- عدم مخالفة أصول أهل السنة في الإعتقاد .
- ذكر المصادر .
لا تجد مسلم – ان شاء الله - لا يعلم أن كُنية النبي صل الله عليه و سلم " أبا القاسم " ، و لكن إن سألته ماذا تعرف عن القاسم ؟ تجده لا يدري .
القاسم
: كان أكبر أولاد النبي صل الله عليه و سلم ، مات طفلاً ، و قيل عاش الى
أن ركب الدابة ( قاله ابن القيم في الزاد - فصل في أولاده صل الله عليه و
سلم - ) .
قلت : و قال غيره وُلد قبل النبوة ، و مات قبل البعثة ، و تُوفيَ عن سنتين ، و دُفن بمكة .
و
عن معاوية قال : قال رسول الله صل الله عليه و سلم : ( من يرد الله به
خيراً يفقهه في الدين و إنما أنا قاسم و الله يُعطي ) ( متفق على صحته ) .
عَنْ رَبِيعَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ :
كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ يَا رَبِيعَةُ أَلَا تَزَوَّجُ قَالَ قُلْتُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ
اللَّهِ مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مَا عِنْدِي مَا يُقِيمُ
الْمَرْأَةَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ يَشْغَلَنِي عَنْكَ شَيْءٌ فَأَعْرَضَ
عَنِّي فَخَدَمْتُهُ مَا خَدَمْتُهُ ثُمَّ قَالَ لِي الثَّانِيَةَ يَا
رَبِيعَةُ أَلَا تَزَوَّجُ فَقُلْتُ مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مَا
عِنْدِي مَا يُقِيمُ الْمَرْأَةَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ يَشْغَلَنِي عَنْكَ
شَيْءٌ فَأَعْرَضَ عَنِّي ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي فَقُلْتُ وَاللَّهِ
لَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُصْلِحُنِي
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَعْلَمُ مِنِّي وَاللَّهِ لَئِنْ قَالَ
تَزَوَّجْ لَأَقُولَنَّ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِمَا شِئْتَ
قَالَ فَقَالَ يَا رَبِيعَةُ أَلَا تَزَوَّجُ فَقُلْتُ بَلَى مُرْنِي بِمَا
شِئْتَ قَالَ انْطَلِقْ إِلَى آلِ فُلَانٍ حَيٍّ مِنْ الْأَنْصَارِ
وَكَانَ فِيهِمْ تَرَاخٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقُلْ لَهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي
فُلَانَةَ لِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ فَذَهَبْتُ فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُزَوِّجُونِي فُلَانَةَ
فَقَالُوا مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ وَبِرَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ لَا يَرْجِعُ رَسُولُ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِحَاجَتِهِ
فَزَوَّجُونِي وَأَلْطَفُونِي وَمَا سَأَلُونِي الْبَيِّنَةَ فَرَجَعْتُ
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِينًا فَقَالَ
لِي مَا لَكَ يَا رَبِيعَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْتُ
قَوْمًا كِرَامًا فَزَوَّجُونِي وَأَكْرَمُونِي وَأَلْطَفُونِي وَمَا
سَأَلُونِي بَيِّنَةً وَلَيْسَ عِنْدِي صَدَاقٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ
اجْمَعُوا لَهُ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ فَجَمَعُوا لِي وَزْنَ
نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَأَخَذْتُ مَا جَمَعُوا لِي فَأَتَيْتُ بِهِ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اذْهَبْ بِهَذَا
إِلَيْهِمْ فَقُلْ هَذَا صَدَاقُهَا فَأَتَيْتُهُمْ فَقُلْتُ هَذَا
صَدَاقُهَا فَرَضُوهُ وَقَبِلُوهُ وَقَالُوا كَثِيرٌ طَيِّبٌ قَالَ ثُمَّ
رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِينًا
فَقَالَ يَا رَبِيعَةُ مَا لَكَ حَزِينٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا
رَأَيْتُ قَوْمًا أَكْرَمَ مِنْهُمْ رَضُوا بِمَا آتَيْتُهُمْ وَأَحْسَنُوا
وَقَالُوا كَثِيرًا طَيِّبًا وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُولِمُ قَالَ يَا
بُرَيْدَةُ اجْمَعُوا لَهُ شَاةً قَالَ فَجَمَعُوا لِي كَبْشًا عَظِيمًا
سَمِينًا فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ فَقُلْ لَهَا فَلْتَبْعَثْ بِالْمِكْتَلِ الَّذِي
فِيهِ الطَّعَامُ قَالَ فَأَتَيْتُهَا فَقُلْتُ لَهَا مَا أَمَرَنِي بِهِ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ هَذَا
الْمِكْتَلُ فِيهِ تِسْعُ آصُعِ شَعِيرٍ لَا وَاللَّهِ إِنْ أَصْبَحَ لَنَا
طَعَامٌ غَيْرُهُ خُذْهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرْتُهُ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَالَ
اذْهَبْ بِهَذَا إِلَيْهِمْ فَقُلْ لِيُصْبِحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا
فَذَهَبْتُ إِلَيْهِمْ وَذَهَبْتُ بِالْكَبْشِ وَمَعِي أُنَاسٌ مِنْ
أَسْلَمَ فَقَالَ لِيُصْبِحْ هَذَا عِنْدَكُمْ خُبْزًا وَهَذَا طَبِيخًا
فَقَالُوا أَمَّا الْخُبْزُ فَسَنَكْفِيكُمُوهُ وَأَمَّا الْكَبْشُ
فَاكْفُونَا أَنْتُمْ فَأَخَذْنَا الْكَبْشَ أَنَا وَأُنَاسٌ مِنْ أَسْلَمَ
فَذَبَحْنَاهُ وَسَلَخْنَاهُ وَطَبَخْنَاهُ فَأَصْبَحَ عِنْدَنَا خُبْزٌ
وَلَحْمٌ فَأَوْلَمْتُ وَدَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَعْطَانِي أَرْضًا وأعطى أَبُو بَكْرٍ أَرْضًا وَجَاءَتْ
الدُّنْيَا فَاخْتَلَفْنَا فِي عِذْقِ نَخْلَةٍ فَقُلْتُ أَنَا هِيَ فِي
حَدِّي وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هِيَ فِي حَدِّي فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ
أَبِي بَكْرٍ كَلَامٌ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ كَلِمَةً كَرِهَهَا وَنَدِمَ
فَقَالَ لِي يَا رَبِيعَةُ رُدَّ عَلَيَّ مِثْلَهَا حَتَّى تَكُونَ
قِصَاصًا قَالَ قُلْتُ لَا أَفْعَلُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَتَقُولَنَّ
أَوْ لَأَسْتَعْدِيَنَّ عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِفَاعِلٍ قَالَ وَرَفَضَ الْأَرْضَ
وَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْطَلَقْتُ أَتْلُوهُ فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ
أَسْلَمَ فَقَالُوا لِي رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فِي أَيِّ شَيْءٍ
يَسْتَعْدِي عَلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ قَالَ لَكَ مَا قَالَ فَقُلْتُ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا هَذَا أَبُو
بَكْرٍ الصِّدِّيقُ هَذَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ وَهَذَا ذُو شَيْبَةِ
الْمُسْلِمِينَ إِيَّاكُمْ لَا يَلْتَفِتُ فَيَرَاكُمْ تَنْصُرُونِي
عَلَيْهِ فَيَغْضَبَ فَيَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَيَغْضَبَ لِغَضَبِهِ فَيَغْضَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
لِغَضَبِهِمَا فَيُهْلِكَ رَبِيعَةَ قَالُوا مَا تَأْمُرُنَا قَالَ
ارْجِعُوا قَالَ فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبِعْتُهُ وَحْدِي
حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ
الْحَدِيثَ كَمَا كَانَ فَرَفَعَ إِلَيَّ رَأْسَهُ فَقَالَ يَا رَبِيعَةُ
مَا لَكَ وَلِلصِّدِّيقِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ كَذَا كَانَ
كَذَا قَالَ لِي كَلِمَةً كَرِهَهَا فَقَالَ لِي قُلْ كَمَا قُلْتُ حَتَّى
يَكُونَ قِصَاصًا فَأَبَيْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلْ فَلَا تَرُدَّ عَلَيْهِ وَلَكِنْ قُلْ غَفَرَ
اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا
بَكْرٍ
قَالَ الْحَسَنُ فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَبْكِي قلت : أخرجه أحمد و الطبراني في الكبير و ابن شاهين في شرح مذهب أهل السنة و السمرقندي في الفوائد المنتقاه . و مدار الحديث أن مبارك بن فضالة القرشي صدوق كثير التدليس و لكنه صرح بالتحديث ، و صححه الألباني في الصحيحة . بلغنا
أن رجلا يدعى أبا سلامة من ناحية بصرى ، كان فيه مُجُون واستهتار، فُذكر
عنده السواك وما فيه من الفضيلة ، فقال : والله لا أستاك إلا في المخرج -
يعني دُبُره - فأخذ سواكا فوضعه في مخرجه ثم أخرجه، فمكث بعده تسعة أشهر
فوضع ولدا على صفة الجرذان له أربعة قوائم، ورأسه كرأس السمكة ، وله دبر
كدبر الارنب .
ولما
وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات ، فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات ،
وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ومات في الثالث ، وكان يقول هذا الحيوان
قتلني وقطع أمعائي ، وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك
المكان ، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حياً ، ومنهم من رآه بعد موته .
المصدر : في شذرات الذهب نقلا عن ابن خلكان 5 / 317 ، البداية و النهاية 13 / 289 . قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
الساعة معروفة منذ زمن ، و دليل وجودها أن ابن حزم في توقيته للمسح على الخفين ذكر الدقائق .
المصدر : الشرح الممتع 2 / 20 .
5 - مَنْ يَخذل الله يُخذل
لما
قُدم حُيي بن أخطب النضري لضرب عنقه بعد غزوة بني قريظة ، و يداه مجموعة
إلى عنقه بحبل ، نظر لرسول الله صل الله عليه و سلم و قال : أما والله ، ما
لمت نفسي في عداوتك ، ولكنه من يخذل الله يُخْذَل ، ثم أقبل على الناس
فقال : أيها الناس ، إنه لا بأس بأمر الله ، كتاب الله وقدره ، وملحمة قد
كُتبت على بني إسرائيل ، ثم جلس فضُربت عنقه ، فقال جبل بن جوّال الثعلبي :
لعَمرُكَ مَا لامَ ابنُ أخْطَبَ نَفْسه... ولكنَّهُ مَنْ يَخْذُل الله يُخْذَلِ
لجَاهَدَ حتى أبْلغَ النَّفْسَ عُذْرَها... وقَلْقَلَ يَبغي العِزَّ كلَّ مُقَلْقَلِ
قلت
: أخرجه الطبري في معرض تأويله لقول الله تعالى : (وَأَنزَلَ الَّذِينَ
ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ... ) ، و البيهقي في دلائل النبوة
حديث 1365 .
الشارع لا يفرق بين متماثلين ، و لا يجمع بين متفرقين ، و العبرة في الأمور بمعانيها لا بصورها .
7 - نصيحة الديك الفصيح
ظهر الثعلب يوماً ... في ثياب الواعظينا
و مشى في الأرض يهدي ... و يسبْ الماكرينا
و يقول الحمد لله ... أله العالمينا
يا عباد الله توبوا ... فهذا كهف التائبينا
و أطلبوا الديك يؤذن ... لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول ... من إمام الماكرينا
عرض الأمر عليه ... و هو يرجوا أن يلينا
فأجابه الديك عذراً ... يا أضل .-. المهتدينا
مُخطئ من ظن يوماً ... أن للثعلب دينا
المصدر : من كتاب الزحف الى مكة .
عن
أبي مالك الأشجعي " سعد بن طارق " قال : قلت لأبي يا أبت إنك قد صليت خلف
رسول الله صل الله عليه و سلم و أبي بكرٍ و عمر و عثمان و علي هاهنا
بالكوفة نحواً من خمس سنين أفكانوا يقنتون في الفجر ؟ فقال : أي بني مُحدث ،
و في رواية : أي بني بدعة .
قلت
: أخرجه أحمد و الترمذي و ابن ماجه و غيرهم بسند صحيح ، صححه الترمذي و
تابعه الألباني في الإرواء ( 435 ) ، و المشكاة ( 1292 ) .
9 - حكمة للسائرين في الطريق الى الله
قيل لأحد الصالحين : هناك أُناس ذهبوا ثم رجعوا ، قال لو وصلوا لم يرجعوا .
قال الله تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) سورة تبارك .
قال محمد بن عَجلان : قال تعالى أَحْسَنُ عَمَلًا و لم يقل أكثر عملاً .
قلت : و العمل لا يكون حسن إلا اذا كان لله خالصاً ، و للسنة موافقاً ، ( راجع تفسير ابن كثير ) .
لما
كان يوم الفصل في الحروب الدائرة بين العراقيين " جيش علي بن أبي طالب رضى
اله عنه " ، و الشاميين " جيش معاوية رضى اله عنه " ، مرَّ كعب بن جُعْل
التغلبي فرأى الصفوف و جعل يقول :
أصبحت الأمة في أمر عجب
و الملك مجموع غداً لمن غلب
فقلت قولاً صادقاً غير كذب
إن غداً تهلك أعلام العرب
المصدر : البداية و النهاية سنة 37 .
حدث
سهيل بن أبي صالح ، ربيعة بن أبي عبد الرحمن بحديث أبي هريرة أن رسول الله
صل الله عليه و سلم قضى باليمين مع الشاهد ، فنسى مع الوقت ، فقال ربيعة :
ثم ذاكرت سهيلاً بهذا الحديث فلم يحفظه ، و كان بعد ذلك يرويه عني عن نفسه
عن أبيه عن أبي هريرة .
المصدر : مختلف الحديث لإبن قتيبة صـ 52 .
مر
بأحد الطفيليين ( المتطفل ) جماعة من الناس حسنة الهندام ، فقال في نفسه :
هؤلاء لابد أنهم على موعد مع وليمة فأتبعهم ، فرآهم دخلوا أحد القصور فدخل
معهم ، ثم إستأذنوا على الأمير فأذن لهم ، فإذا هم شعراء جاءوا لمدح
الأمير ، فقام الأول فمدح الأمير و أثنى عليه فامر له بجائزة ، ثم قام
الثاني ففعل كما فعل الأول ، و هكذا حتى جاء الدور على الطفيلي ، فقام و لم
يتكلم ، فقال له الأمير : قل ما عندك من الشهر ، فقال له الرجل يا مولاي
انا لست بشاعر ، فقال له الأمير فما تكون ، قال انا من الغاوين الذين قال
الله عز و جل فيهم : ( والشُّعراءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ ... ) فضحك
الأمير و أمر له بجائزة .
و الله نسأل أن يستعملنا و لا يستبدلنا ، و أن يجعلنا من المتبعين لا من المبتدعين .
و صل الله على محمد و على آله و صحبه و سلم .
و كتبه
وليد بن سعد