عمليات التخلص من المياه البيضاء في العين
الاصابته بمرض المياه البيضاء في العينين (الكاتاراكت).
في الجبهة الأمامية للعين، وخلف القرنية والقزحية توجد عدسة
تعرف بالجسم البللوري، وهذه العدسة تكون في الحالة الطبيعية صافية، شفافة
ومرنة، تسمح للضوء باختراقها للوصول إلى قاع العين حيث توجد الشبكية من أجل
إعطاء صورة دقيقة ومجسمة لما نراه على أرض الواقع.
لسبب من الأسباب تحدث كثافات
أو عتمات في العدسة الشفافة تقف عائقاً أمام عبور الضوء إلى داخل العين،
وهذا ما يسمى بالمياه البيضاء في العين، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف في
الرؤية، أو حتى إلى فقدانها كلياً وذلك تبعاً لحجم الكثافات الموجودة
وموقعها في العدسة. والمياه البيضاء مأخوذة من الكلمة اليونانية «كاتاراكت»
التي تشير إلى أن التشوش في الرؤية يشبه المنظر الذي نراه من خلال مياه
الشلالات الساقطة.
ومن الحقائق الطبية حول مرض المياه البيضاء:
1- يمكن ان يحصل في أي عمر، ولكنه يصيب غالباً المتقدمين في السن، وفي شكل
عام يمكن القول إن غالبية الأشخاص بعد سن الـ 65 يعانون من بداية حدوث مرض
المياه البيضاء، وهذا الداء لا يسبب صعوبات في الرؤية إلا إذا استعمر
المناطق المركزية من عدسة العين، ولكنه لا يسبب إزعاجاً كبيراً في حال
اقتصرت الإصابة على المناطق المحيطة بالعدسة.
2- التقدم في السن يعتبر من أهم مسببات المياه البيضاء في العين، وتفيد
التقارير بأن نصف الأميركيين الذين قطعوا الخامسة والستين من العمر يعانون
منه. وحتى الآن لم يستطع الباحثون معرفة لماذا تصاب عدسة العين بالعتامات
المسؤولة عن المرض. هناك نظرية تقول إن المياه البيضاء يمكن أن تحصل بسبب
ارتفاع وتيرة عمليات الأكسدة في عدسة العين نفسها، وتلعب الشوارد الكيماوية
الحرة دوراً في إشعال تلك العمليات.
3 – تتألف عدسة العين من تناغم يجمع بين الماء
والبروتينات، وهذه الأخيرة تتراصف في شكل يشبه طبقات البصل، وبطريقة تسمح
بالحفاظ على شفافية عدسة العين وبالتالي عبور الضوء من خلالها، ولكن مع
التغلغل في خريف العمر تتكدس حفنة من البروتينات مع بعضها بعضاً لتشكل
كثافات أو عتمات تمنع مرور الضوء، ومع الوقت تكبر هذه الكثافات وتتوسع إلى
درجة أنها يمكن أن تشمل كامل العدسة فتحجب الرؤية نهائياً.
4 – إن مرض المياه البيضاء الناتج من الشيخوخة هو من النوع الذي يتطور ببطء
شديد وعلى مدى سنوات طويلة قد تصل الى الـ 20، وتختلف سرعة هذا التطور من
شخص إلى آخر ومن عين إلى أخرى ولكنها تزداد في حال وجود عوامل مشجعة، وقد
تم رصد حالات تطور فيها مرض المياه البيضاء في غضون أشهر قليلة، ولكنها
حالات نادرة.
5 – هناك فئات من الناس أكثر تعرضاً من غيرها لمرض المياه البيضاء، وهي:
- المصابون بالداء السكري منذ سنوات طويلة.
- الذين يملكون سوابق عائلية بالإصابة.
- الذين تعرضوا لرضوض عينية أو الذين خضعوا لعمليات جراحية في العين.
- الذين يعيشون في مناطق مرتفعة أو بقرب خط الاستواء.
- الذين خضعوا للعلاج الشعاعي.
وهناك عوامل خطر من شأنها أن تشجع على الإصابة بمرض المياه البيضاء، وهي:
- تناول بعض الأدوية مثل الكورتيزونات لفترة طويلة.
- التعرض المديد لأشعة الشمس.
- التدخين لأنه يخرب بروتينات العدسة العينية.
- تناول المشروبات الروحية.
- التغذية الفقيرة بالفواكه والخضراوات.
- الإكثار من الأغذية ذات المحتوى السكري العالي.
وحول هذه النقطة الأخيرة أفاد باحثون استراليون في دراسة نشرت سابقاً في
مجلة «التغذية السريرية الأميركية» بأن التعود على تناول منتجات غذائية ذات
محتوى سكري عال يساهم في تحويل عدسة العين من شفافة إلى ضبابية معتمة مع
التقدم في العمر. وكما هو معروف، فإن الأغذية ذات المحتوى السكري العالي هي
التي ترفع بسرعة مستوى السكر في الدم مثل الخبز الأبيض، وسكر الطعام،
والبطاطا.
إن مرض المياه البيضاء في العين لا
يسبب أي ألم لصاحبه، لأن عدسة العين لا تملك أعصاباً تغذيها، من هنا يجب
الانتباه إلى العوارض التي يجب أن تثير الشكوك بوجود المرض، ومنها:
- الرؤية الضبابية.
- الغشاوة في العين.
- الضيق من نور المصباح أو من ضوء الشمس.
- الحاجة إلى ضوء قوي للقراءة.
- صعوبات في الرؤية الليلية وفي قيادة السيارة.
- عراقيل في إيضاح الألوان وميلها إلى اللون الأصفر.
- ازدواج الرؤية في إحدى العينين.
- الحاجة إلى تغيير النظارات أو العدسات اللاصقة باستمرار.
إن الجراحة هي الحل الوحيد لعلاج مرض المياه البيضاء، وتتم العملية برفع
العدسة المعكرة (المعتمة) وزرع عدسة اصطناعية داخل العين. وبعد العملية يصف
الطبيب بعض القطرات العينية لمدة أسابيع، وفي الإمكان الخروج من المنزل،
ولا يُسمح بقيادة السيارة حتى يأذن الطبيب.
أما في شأن الوقاية من مرض المياه البيضاء، فينصح بالآتي:
- التوقف نهائياً عن التدخين.
- ضبط الداء السكري
- تفادي تعريض العينين لأشعة الشمس بوضع النظارات الشمسية واعتمار القبعة.
- اتخاذ التدابير الكفيلة بحماية العين من الرضوض.
- تناول ما يكفي من الفواكه والخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة.
- التقنين من استهلاك الأطعمة ذات المؤشر السكري العالي.
- تناول المزيد من الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة خصوصاً مركب اللوتيئين
والزياكزانتين اللذين ينتميان إلى مجموعة الكاروتينيدات، فقد بينت دراسات
أن استهلاك الأغذية الغنية بهذه المركبات من شأنه أن يصون صحة طبقات العين
بخاصة العدسة والشبكية.
تبقى الحقائق الآتية:
- مرض المياه البيضاء ليس ماء ينزل على العين كما يشاع.
- يعد أكبر مسبب للعمى عند الذين دخلوا شتاء العمر.
- ليس معدياً، بمعنى أنه لا ينتقل من عين إلى أخرى.
- لا ينتج من كثرة استعمال العينين.
- لا يحصل بسبب الإصابة بالسرطان.
- العمى الناجم عنه يمكن إصلاحه بجراحة.
- في المراحل الأولى منه يمكن تحسين النظر موقتاً باستعمال النظارات الطبية.
- لا يمكن علاجه بالقطرات والمراهم، وإنما بالجراحة.