كل منا له خصوصيته التى يحب أن تكون له وحده، ولا يضطلع عليها أحد حتى إذا
كان من أقرب المقربين له، ومن أولى متعلقات الإنسان الشخصية "موبايله"
الذى يحتوى على أرقامه ورسائله الخاصة التى لا يحب أن يحتفظ بها، فهى تمثل
له ذكريات حلوة أو العكس، ولكنها تبقى أمرا خاصا بالإنسان وحده.
ولكن الهاتف المحمول أصبح يمثل مشكلة يومية فى البيوت المصرية على طريقة
"اقفل الشباك أم افتح الشباك"، بعض الأزواج يتركون الموبايل متاحا فى
المنزل وممكن أن ترد الزوجة على المكالمات التى تأتى للزوج بدون أية
اعتراضات منه، وفى أحيان أخرى ينهر زوجته إذا ما قامت باستخدام موبايله
للتحدث منه إذا كانت بحاجة له بسبب أن محمولها "فاصل شحن" مثلا، وبين هذا
وذاك تحتار الزوجة المصرية التى تخفى الكثير من أسبابها لاستخدام موبايل
نصفها الآخر.
تقول رويدا سعد، إنها كانت تقوم بالرد على أى مكالمة تأتى على موبايل
خطيبها أثناء تواجدهما معا، إلا أنه بعد الزواج منع هذا الأمر تماما، وأرجع
ذلك إلى أن جميع الاتصالات التى تأتيه تكون خاصة بالعمل، وهو يفضل أن يرد
بنفسه عليها، إلا أن ذات يوم كان زوجى يهمس همسا بكلام لا يوحى بأى علاقة
زمالة أو أنه حديث عن العمل، ومن وقتها بدأت أفتش فى الأرقام التى تسجل على
محمول زوجى إلا أنه يحتفظ بجميع الأرقام بأسماء زملائه الرجال فلم أتمكن
من الوصول للحقيقة.
وتذكر شيرين عبد الله أن زوجها مغرم بـ "الباسورد" أى الرقم السرى، فإن
اللاب توب الخاص به يفتح برقم سرى، ولا أحد يعلمه سواه، وأيضا نفس الشىء
بالنسبة لهاتفه المحمول فإذا تركه لا يمكننى التفتيش فيه، وهو عموما يسهل
على الأمر حيث أنه لا يتركه من يديه أبدا.
وتتناول طرف الحديث بثينة عزت التى تقول "زوجى والموبايل " قصة طويلة يمكن
أن تكون فيلما سينمائيا فهو يهمس فيه أحيانا ويعلو صوته مرات أخرى ويقشر
عن أنيابه ممتعضا كرد فعل فى أحيان كثيرة، ولكنها ألوان وأشكال من التمثيل
على، والتى تخفى ورائها الكثير، فهو يظهر غير ما يبطن وحتى يضع خط رجعه
لأى تساؤلات تدور بخاطرى، فهو يأخذنى إلى منطقة أخرى يحاول أن يقننعنى فيها
بأن كل هذه الاتصالات خاصة بالعمل، وهيهات أن تكون كذلك فإن عمل زوجى لا
يستلزم منه هذا الصراخ الدائم ولا استخدام هذه العبارات.
ويؤكد طارق المنوفى على ضرورة وجود جسور الثقة بين الزوج وزوجته، وعلى كل
منهما أن يحترم خصوصية الآخر، لأنه ببساطة إذا فكر الرجل فى التفتيش فى
محمول زوجته وصف بأنه شكاك وتتهم الزوجة فى أخلاقها، فى حين إذا ما قامت
الزوجة بالتفتيش فى محمول زوجها ذكرت له أنها تقوم بذلك لأنها تغار عليه،
وهو يتشاجر معها بسبب رفضه لهذا اللون من الغيرة، لذا فإن الأولى أن يحترم
كل منها الآخر فيما يخصه.
"أنا أشغل نفسى ليه بمن اتصل بزوجتى ومن تحدث معها"، هكذا بدأ كلامه أنور
عثمان الذى يضيف أنه خلص إلى أن يكون فى المنزل موبايل واحد فقط تتحدث منه
زوجته فى وجوده، وإذا ذهبت إلى العمل أخذته معه، وهذا الأمر أرهقنى فى
بداية الزواج لأن زوجتى رفضت هذا الأسلوب، إلا أنه بعد وقت استسلمت لرغباتى
و"نسيت هذا الاختراع الذى يسمى التليفونات الأرضى والمحمولة".