يتعامل كثير من الآباء بقسوة تجاه تصرفات بعض الأبناء غير مدركين أن هذه
سمات سن يمر به الصغير، فهو كبقية أقرانه له طباع يحبها الكبار وأخرى لا
يحبونها، هذا ما يوضحه الدكتور عصام عبد الجواد، أستاذ الصحة النفسية بكلية
التربية النوعية بجامعة القاهرة، الذى يشير إلى أن الأطفال حتى سن الخامسة
يتحكمون فى عضلاتهم الكبيرة، حيث تكون ناضجة تساعد على الحركة، لذا فإن
الصغار فى هذه السن يحبون "نط السلالم، نط الحبل، التزحلق على حافة السلم"،
حيث إن العضلات الدقيقة لم تنضج بعد، لذا لا يمكن للطفل فى سنه الصغير أن
يقوم بإغلاق أزرار ثيابه بمفرده، كما أنه يتعلم من خلال كتابة الحروف بشكل
كبير، وبمرور الوقت ومع الكبر يستطيع الصغير التحكم فى الإمساك بالأشياء
الصغيرة ويعتمد على نفسه فى ارتداء ثيابه، دون اللجوء إلى معاونة الآخرين.
كما أن تلك السن، وتحديدا من الثانية إلى الثالثة من العمر، تتسم بحب
الاستطلاع لدى الصغير، حيث يحب "فك الأشياء التى تمتد إليها يداه، فك لعبه،
إدخال يده أو أدوات مختلفة فى علبة الكهرباء، وذلك بغرض معرفة كيف تعمل
تلك الأشياء، وكيف مثلا أن يضع الكبار الفيشة فى الكهرباء وتوًّا فإن
التلفاز يعمل أو تضىء المكواة وهكذا، فإن الطفل فى هذه السن يتملكه الفضول
كأن يستخدم ماكينة الحلاقة كما يستخدمها والده، أو ارتداء حذاء بكعب عالى
لوالدته .
وفى المرحلة التالية التى تبدأ من الثالثة إلى الخامسة يكون لدى الطفل خيال
واسع، وهذا ما يفسره الكبار أحيانا بأنه كذب وتقليد وتقمص للكبار، وإنما
هى طبيعة مرحلة عمرية.
وينصح عبد الجواد الكبار بأن يدركوا أن لكل سن سماته ومتطلباته التى يجب التعامل معها بعقلانية وأسلوب تربوى صحيح.