علماء يتوصلون إلى تركيبة خماسية من الأجسام مضادة تساعد فى علاج الإيدز
لندن/ نيويورك (د ب أ)
قال فريق دولى من الباحثين إنهم طوروا تركيبة جديدة من الأجسام المضادة شديدة الفعالية أثبتت جدواها فى علاج الفئران المصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة "إيدز".
وأشار الباحثون فى دراستهم التى تنشر اليوم فى مجلة "نيتشر" البريطانية إلى أن هذه التركيبة الجديدة يمكن أن تكون بديلا عن التركيبات العلاجية الحالية وطالبوا بإعداد دراسات ميدانية عليها.
وتساعد الأساليب العلاجية المتبعة حاليا على خفض فيروس "اتش أى فى" المسبب للإيدز بشكل يجعل آثار المرض لا تظهر فى التحليلات غير أن فعاليتها تتوقف بتوقف تعاطى الأدوية مما يتطلب استمرار تعاطى الدواء بشكل دائم، كما أنه من الممكن أن تكتسب هذه الفيروسات مناعة ضد هذه الأدوية وغالبا ما يصاب المريض بسلسلة من الآثار الجانبية.
ولم تحقق الأجسام المضادة التى كانت تستخدم حتى الآن نجاحا كبيرا بالشكل الذى يحققه العلاج التقليدى ولكن تطوير الأجسام المضادة شديدة الفعالية والتى نجح الباحثون فى تحسينها بعض الشىء فى المختبر يمكن أن يغير من هذا الواقع حسبما أوضح مايكل سى نوسين تسفايج من جامعة روكفلر فى نيويورك والعديد من الباحثين الآخرين من بينهم باحثون من عدد من الجامعات الألمانية.
جرب الباحثون خلال العديد من التجارب المخبرية فعالية الأجسام المضادة على الفئران وذلك بعد أن زودوا هذه الفئران بنظام مناعى شبيه بالنظام البشرى بمساعدة خلايا جذعية من الكبد البشرى وذلك حتى يتمكنوا من نقل عدوى الفيروس المسبب لنقص المناعة.
وحصلت مجموعة من الفئران فقط على نوع من الأجسام المضادة فى حين حصلت مجموعة أخرى على تركيبة من ثلاث أجسام مضادة وحصلت مجموعة ثالثة على تركيبة من خمس أجسام مضادة.
وجد العلماء أن التركيبة المكونة من خمس أجسام مضادة هى الأكثر نجاحا، حيث أدت إلى خفض الفيروسات فى دم الفئران خلال ستة إلى سبعة أيام وحتى انتهاء العلاج وذلك مقارنة بنسبة هذه الفيروسات قبل بدء العلاج.
كما استمر تأثير هذه التركيبة لمدة وصلت إلى 60 يوما بعد إتمام العلاج فى حين أن تأثير التراكيب التقليدية لا يتجاوز عشرة أيام حسبما أوضح الباحثون.
وذكر الباحثون خمسة أسباب تجعلهم يدعمون العلاج بالأجسام المضادة الأول هو أن هذا العلاج يكافح الفيروس بشكل مباشر، والثانى هو أن هذه الأجسام نجحت فى تنشيط النظام المناعى الطبيعى والثالث هو أن المواد الناتجة عن الأجسام المضادة أدت إلى نظام مناعى يشبه التطعيم والرابع هو أن تأثير هذه الأجسام المضادة شديدة الفعالية يستمر مدة أطول من الأدوية التقليدية والخامس هو إمكانية الإبقاء على هذه الأجسام فى الجسم على مدى عدة أشهر وذلك بمساعدة فيروسات لا تسبب أمراضا للجسم البشرى.