كل منا
عندما يبدأ فى الرجيم يتمنى اليوم الذى ينتهى هذا النظام حتى يعود إلى
نظامه الغذائى الذى اعتاد عليه ويحصل على كل ما قد حرم منه طوال شهور
الرجيم، ولكن ما تؤكده الدراسات الحديثة أن الرجيم لا يحقق فعاليته إلا
عندما يكون نظاما للحياة، فهل نستطيع أن نعيش طوال الحياة فى نظام غذائى
ويكون متوازنا ؟
توضح الدكتورة مها رداميس أخصائى التغذية العلاجية
والأمراض الباطنية وعلاج السمنة وعضو الجمعية الأمريكية لعلاج السمنة وعضو
الجمعية المصرية لدراسة السمنة، أن الرجيم هو نظام حياة ويجب على الجميع أن
يدرك أننا لا يجب أن نتبع أنظمة صحية لفترة من الوقت ويكون الهدف هو حضور
حفلة أو ارتداء بعض الملابس، ولكن يجب أن يكون الهدف الأساسى هو الحفاظ على
صحتنا التى هى أعظم النعم التى يمكلها الإنسان.
وتؤكد أنه يجب أن يلتزم الإنسان بنظام غذائى متوازن ومدى الحياة حتى يستطيع إفقاد وزنه بدون أى انتكاسة والرجوع إلى الوزن السابق.
وتشير
إلى أن نقص المغذيات نتيجة نظام غذائى خاطئ يؤدى إلى زيادة الوزن السريع
والتخزين، فمثلاً من الممكن أن يتسبب نقص المغذيات فى زيادة الوزن خاصة إذا
كان هذا النقص فى الماغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم، وإذا كان المريض
يتناول الوجبات الكبيرة فإن الكالسيوم يصبح أكثر أهمية بالنسبة له، لأن
الوجبات التى تحتوى على نسبة عالية من البروتين تؤدى إلى فقدان الكالسيوم،
ونقص البوتاسيوم يحدث فى الغالب مع الأشخاص أصحاب الوزن الزائد لأنهم
يشربون الكثير من القهوة ويتناولون كميات كبيرة من السكريات ويستخدمون
المواد الملينة والمدرة للبول.
وتشير إلى أهمية علاج الحالة النفسية
وخاصة الاكتئاب وعدم الثقة بالنفس ومحاولات الانتحار التى قد يعانى منها
مريض السمنة، نتيجة المحاولات الفاشلة لإنقاص الوزن نتيجة اتباع نظم غذائية
خاطئة تعتمد على السعرات القليلة أو ذات الصنف الواحد أو الكيميائية التى
ينتج عنها ارتداد الوزن بقوة فما يضعف عزيمة المريض، لافتة إلى ضرورة تشخيص
سبب السمنة وعلاجها وتفصيل نظام غذائى خاص بالشخص لتفادى الوصول لهذا
المرض.