لا تزال اسباب الآم البطن لدى الرضع مجهولة, وهي ظاهرة تحبط وترهق الصغار واهلهم ايضا, ولكنها لحسن الحظ تنقضي لوحدها مع نمو الطفل.
احدى الظواهر المنتشرة والتي لا يمكن تفسيرها في طب الاطفال هي ظاهرة اوجاع البطن وغازات الاطفال في اشهرهم الاولى.
والحديث عن ظاهرة تحبط وترهق الصغار واهلهم ايضا, ولكنها لحسن الحظ تنقضي لوحدها مع نمو الطفل.
من المهم التشديد على ان كل طفل سليم يبكي، حيث ينقل الطفل عبر البكاء
رسائل لوالديه والمحيطين به عن مشاعره كالجوع، الالم، الضيق والتعب. من
المعروف ان الاطفال يبكون ايضا بدون سبب واضح، حتى بعد قيامنا باطعامهم،
تغيير حفاضاتهم، والعناية بهم. ولكن الكثير من حالات البكاء تنبع من الام
البطن المعروفة بالمغص.
ظاهرة المغص هي ظاهرة منتشرة جدا تتجسد في الضيق والام البطن المتقاربة الحدوث زمنيا (بفارق دقائق او ثواني بين الالم والاخر).
هنالك بعض الطرق الناجعة لعلاج الام البطن :
احدى طرق العلاج الموصى بها من قبل الرابطة الامريكية لاطباء الاطفال هي
نظام التحليل البروتيني, حيث يكون فيها البروتين محللا لمكوناته (مثل
نوتراميجن وناوكيت) وخاصة في حالات المغص الحاد والقاسي، ويعود ذلك الى كون
بعض الاعراض المشابهة قد تنتج عن الحساسية لحليب البقر.
في
الحالات العادية من الام البطن، تعتبر تهدئة الطفل احدى الطرق الاكثر
نجاعة. ففي مسح شامل اجرته الصحيفة الهامة Pediatrics اتضح ان العلاجين
الانجع للتخفيف من اعراض مغص الطفل هما، نظام البروتين المحلل ودعم وتشجيع
الوالدين على تخفيف حدة خوفهم. بينما ثبت ان كافة العلاجات المقدمة حاليا
بالسوق (والتي بالطبع لا يمكن تقديمها دون مشورة طبية) كالمستحضرات التي
تحوي انزيمات مختلفة للهضم, مستحضرات تشمل مواد محلاة (انطلاقا من اعتقاد
ان السكر يحمل اثرا مهدئا), اضافة للمستحضرات التي تمتص الغازات, وتلك التي
تحوي بيكاربونات وعلاجات بديلة، لم تثبت نجاعتها. وهنالك علاج اضافي يعتبر
جديدا ثبتت نجاعته في علاج المغص, وهو استخدام البروبيوتيك.
اجريت بالسنوات الاخيرة تجارب عدة لتقديم البروبيوتيك للاطفال المعانين من
المغص، مثل البيوجايا التي تعتمد على جرثومة تدعى روتيري (Lactobacillus
reuteri). على اي حال من المهم قبل استخدام البروبيوتيك, استشارة طبيب حيث
انه مصادق عليه للاستخدام للاطفال ابتداء من جيل نصف عام فقط.
وليس اقل اهمية من ذلك, تهدئة الاهل.
من المهم التفسير للاهل انها ظاهرة عابرة ولا تسبب الاذى للطفل على الرغم
من المعاناة التي قد تظهر. من المهم التشديد على ان البكاء ليس علامة على
الوالدية السيئة. فاحيانا يكون البكاء هو العلاج الافضل.
يواجه حوالي %30 من الاطفال الرضع الام البطن او المغص بطريقة او باخرى.
المغص هو ظاهرة غير مفهومة تماما. ما زالت المحاولات لتشخيص هذه الظاهرة
تسير دون نجاح كبير, والاعتقاد السائد هو انها تكمن في عدم نضوج الجهاز
الهضمي للطفل بما فيه الكفاية.