تاريخ التسجيل : 14/06/2013عدد المساهمات : 20نقاط : 41760الجنس : العمر : 34
موضوع: تعلم معنا كيف تستقبل رمضان شهر الغفران !4 18/06/13, 08:12 pm
الخطبة الثانية
أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق تقاته، وسابقوا إلى مغفرته ومرضاته. أيها المسلمون، لقد أظلكم شهر عظيم مبارك، كنتم قد وعدتم أنفسكم قبله أعوامًا ومواسم بالتوبة والعمل الصالح، ولعل بعضًا قد أمَّل وسوَّف وقصَّر، فها هو قد مدَّ له في أجله، وأخّر وأمهل، فماذا عساه بعد هذا أن يفعل؟! إن بلوغ رمضان نعمة كبرى ومنحة جُلَّى، لا يقدرها حق قدرها إلا المشمرون الصالحون، ولا يشكرها حق شكرها إلا الموفّقون المخلصون، وإنها لحسرة ما بعدها حسرة وخسارة لا تعدلها خسارة حين تنقلب المفاهيم لدى بعض المسلمين، فيصبح شهر التوبة والمغفرة عندهم موسمًا للسمر واللهو، وتصير أيام العتق من النار فرصة للتسلية واللغو، بل إنهم ليعدّون برامج خاصة كلها لهو وضحك ومجون، فغاية بِرّ هؤلاء بالشهر الكريم أن يكون محلاًّ للألغاز الرتيبة والدعايات المضللة، أو موعدًا لارتقاب ما يستجد من أفلام هابطة ومسرحيات مشبوهة، ترمي بشَرَر كالقَصْر لإحراق ما بقي في المسلمين من الحشمة والعفاف، وكأنما أصبح رمضان ميدانًا للمسلسلات الماجنة والمسابقات الهزيلة الهابطة، في تنافس بينها محموم غير محمود. إن حقًّا على المسلمين ـ أيها الإخوة ـ أن يبكوا ولا يضحكوا، وأن يجدّوا ولا يهزلوا، وأن يفكروا فيما يصلح أحوالهم المتردية ويغير أوضاعهم المزرية، أين الإحساس بضراوة العدو وشراسة الكائدين؟! أين الشعور بتمالؤ أمم الكفر على الأمة وتداعيهم عليها؟! إن أوصالاً كبيرة من جسد الأمة تقطعت وتمزقت، وأخرى قد أعدت العدة للقضاء عليها وإضعاف شأنها. ما حال إخواننا في فلسطين وفي أفغانستان؟! وأين وصل الحال بآخرين في الفلبين والشيشان؟! نحن هنا نضحك أمام المسلسلات والمسرحيات، وهم هناك يبكون تحت وابل الطائرات والدبابات. فأين الصيام من أناس يضحكون وإخوانهم يبكون؟! وأين أدب الصيام من فئات تحب أهل الفساد، وتأنس بمجالس الغاوين، وتستسلم في معارك شهوانية يقودها الإعلام الفاسد المأجور؟! ألا فاتقوا الله رحمكم الله، واتخذوا من استقبال شهركم موقف محاسبة وتوبة، ونقطة رجوع إلى الله وعودة إلى حماه، من كان تاركًا للصلاة فليتب، ومن كان مفارقًا للجماعة فلينب، ليطهر كل أب بيته من كل ما يغضب الله، فإنه سيموت وحده، ويبعث وحده، ويحاسب على ما قدمت يداه، ليكن كل إنسان مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، وليجعل من نفسه مشعل خير في أهل بيته وحيّه ومن حوله، لنكن أمة واحدة كما أراد الله منا حين قال: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]. يا أسير الذنوب، هذا شهر التوبة. يا عاكفًا على المعاصي، هذا شهر الطاعة. يا مدمن الغيبة والنميمة والنظر إلى ما حرم الله، يا مستمع الغناء ويا آكل الربا، هذا شهر صوم الجوارح وصونها عن كل ما يغضب الله، هذا شهر القرآن فاتلوه، هذا شهر الغفران فاطلبوه. يا باغي الخير، هلمّ وأقبل، فقد جاء شهر الصيام والقيام والتشمير. يا باذل المعروف، أكثر وأجزل، فقد أتى موسم إطعام الطعام والتفطير، يقول نبيكم عليه الصلاة والسلام: ((من فطّر صائمًا كان له مثل أجره)). وانطلاقًا من هذا الوعد النبوي الكريم الصادق فستقام مشروعات لتفطير الصائمين في عدة جوامع في هذه المنطقة بإذن الله، فنهيب بكم ـ أيها المؤمنون ـ أن تغتنموا الفرصة، وتحتسبوا الأجر، وتشاركوا في ذلك بما تجود به أنفسكم ولو كان قليلاً، وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المزمل:20]. وننبهكم إلى أنه إن فاض شيء مما تجودون به بعد رمضان من مال أو تبرعات عينية فسيصرف في أوجه البر المختلفة، ولن يُدّخر.
~ غرور إنسآن ~ مؤسس ورش العرب
تاريخ التسجيل : 03/02/2012عدد المساهمات : 8033نقاط : 58715الجنس : العمر : 39
موضوع: رد: تعلم معنا كيف تستقبل رمضان شهر الغفران !4 19/06/13, 07:51 am