ثقافة الاعتذار بين الازواج
إننا بحاجة – سيما في محيط الأزواج – أن نتعلّم ثقافة الاعتذار .. وأن تسود بيننا هذه الثقافة لتنشأ الأجيال على صورة من الاستقامة في سلوكها ومفاهيمها .
عندما تخطئ .. وتنازعك نفسك أن لا تعتذر لزوجتك .. فليس شرطاً أن لا يكون للاعتذار إلاّ أن تقف بين يديها منكسر الجناح ثم تردّد في خجل ( اعذريني ) !!
تستطيع أن تعتذر بـ :
1 – أن تتجنّب كل ما يحوجك إلى الاعتذار فلا تغضب . وإن غضبت فلا تجعل سلوكك يتجاوب مع مشاعر الغضب .
2 – اللمسة الحانية .. والبسمة الدافئة … والبشرى للزوجة – فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما كانت حادثة الإفك وأصابه ما أصابه قال لعائشة – وهو القلب الرحيم – ” يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري “
إنه يعلم كم كان وقع هذا الكلام شديداً على نفس زوجته الطاهرة .. وهو لم يقل ذلك يتقصّد إيذاءها .. إنما كان يبحث عن ما يكون فيه مخرجاً لما يعتور في نفسه من الهمّ والغم والنبي صلى الله عليه وسلم يدرك شعور زوجته ووقع كلامه على نفسها إذ تنزل براءتها من السماء .. فيضحك ويسرع بالبشارة لزوجه .. ” يا عائشة أبشري أمّا الله فقد برّأك ” إنه لم يقل لها ( نزلت براءتك) إنما ابتسم بعدما سرّي عنه ثم قال لها ( أبشري ) .. يطيّب خاطرها بأن ينقل لها البشرى .. ثم يقول لها ( أمّا الله فقد برّاك ) تعظيماً لها وتشريفاً … ولم يقل ( أن الله أنزل عليّ براءتك) ما أعظمك يا رسول الله فعندما تخطئ .. اقتنص فرصة هدوء .. وتلمّس زوجتك بلمسات حانيّة ..
حاول أن تصنع فرصة ( بشرى ) لتبشّرها بأمر تشتاق هي إليه .. تستطيع أن تبشّرها بأنك قد كتبت لها سهماً في وقف خيري .. أو أنك سجّلت لها عضويّة في ناد نسائي أو دورة تدريبية أو ما شابه ذلك .. أو تبشّرها بأنك قد قررت تغيير ( شقة السكن ) أو ( أثاث البيت) المهم أن تتخيّر لها أمراً تهفو إليه نفسها .. كما كانت نفس عائشة رضي الله عنها تهفو إلى البراءة .
3 – تحاور معها بهدوء وقل لها في نهاية الحوار ( معك حق)
4 – خذها في نزهة ( غير عاديّة ) إلى عمرة أو حج أو نزهة تجمعك وإيّاها فقط احرص على أن تكون رحلة ( غير عاديّة ) .
5 – اكتب لها رسالة أرسلها على هاتفها أو ( بريدها الالكتروني) أو ضعها ورقة على سرير النوم قبل أن تغادر بيتك واكتب لها فيها أجمل عبارات الاعتذار .
6 – قبّلها فإن للقبلة أثر الشمس على الجليد ، إن كل المشكلات كل الأخطاء تذوب عند التقاء القبلات عندما تشعر أنك أخطأت لا تكابر أقبل وقبّل . إن من المهم أن تُدرك الزوجة أن اعتذار الرجل يمرّ بمراحل نفسيّة عصيبة .
سارعي إلى قبول اعتذار زوجك . شاركي زوجك في صناعة هذه الثقافة في شخصيته بقبول اعتذاره . بل وملاحظة اعتذاره . فإن اعتذار الرجل يحتاج منك – في بعض المواقف – أن تلاحظيه لا أن تنتظريه .