دور الرسم والحكايات في تكوين ثقافة الطفل المستقبلية
تنضم قناة " روسيا اليوم " الى مشروع "الأطفال يرسمون الحكاية" الذي يجري برعاية
متحف بوشكين الحكومي للفنون الجميلة بالتعاون مع صندوق مرجاني.
إليكم تفاصيل اللقاء مع ايرينا زاخاروفا الناقدة والباحثة الفنية في هذا المتحف والحديث
عن أهداف هذا المشروع وأهميته في الارتقاء بالطفل وتطويره.
ما هي المنهجية التي تتبعونها في برنامجكم؟
شكرا على هذا السؤال، الذي يطرحه دوما الكثيرون من الأهالي والمدرسين. من المهم في
العمل مع الأطفال، الحرصُ على إعداد مادة تجذب اهتمام الطفل وتكون ممتعة بالنسبة له.
كيف تُطرح القصة؟ أولا علينا قراءتُها وهذا بحد ذاته ممتع إذ تُقدَّم على شكل مسرحية
صغيرة. وهنا يبدأ الطفل بطرح الأسئلة على أفراد العائلة الوالدِ والوالدةِ أو الجدة، وهذا
يوحد الأسرة ويقرب بين أفرادها.
كما يمكن طرح الحكاية باستخدام وسائل مساعدة، مثلا هذا البيت الخشبي المزركش،
الذي يتضمن مفاجأة داخلَه: هذه الكائنات الصغيرة تروي القصة بلغة جديدة وممتعة.
وبالتالي نتاج الفنون الشعبية يساعد على تخيل القصة وخلق جمالية خاصة. بالتأكيد يمكن
إستبدال الدمى الخشبية بالأقمشة ، والشالاتِ ، أو الأباريق العتيقة ، والفوانيس... بحيث يتم
جذب اهتمام الطفل إلى ثقافة أسلافه أو ثقافة بلد ما وهكذا ينمو عنده اهتمامٌ أكبرُ
بالشعوب الأخرى. والأهم أن ذلك يطور ذوقه الجمالي ويوقظ في نفسه الإبداع.
هكذا يتعلم الطفل مفهوم الجمال ويتجه إلى خلق شيء مشابه. الشيءُ الأكثرُ إثارة هو أن
الوالدين عادةً ما يشاركون في هذه العملية بكل سرور وهذا رائع! ليس بسر أن العديدَ من
الأمهات الشابات في عصرنا لا يعرفن حتى الخياطة على سبيل المثال، أوالتطريز، والأعمالُ
اليدوية هي نقلٌ للخبرة الجماعية.
ما مدى شهرة هذا المشروع في روسيا؟
بالنسبة لروسيا ، أفكارنا تواكب العصر، وذلك لأن روسيا دولة متعددةُ الأعراق. التعرف
على ثقافة أخرى يعني تقبلَ أبنائها وتفهمَهم. الإبداع شيء ايجابي جدا. لا يشارك في هذا
المشروع أطفال المدارس الفنية والمدن الكبيرة وحسب، فالرسائل وطرود الرسوم تصلنا
حتى من القرى النائية في بلادنا الشاسعة.
ونحن نحاول الرد على رسالة كل طفل، وإرسال شهادات تقديرية إلى جميع المشاركين.
ليس لدينا تقاليدُ لتنظيم مسابقات بين الأطفال واختيار الفائزين -- جميع المشاركين في
برنامج "الأطفال يرسمون الحكاية " متساوون تماما. عندما ترسل لنا أعمال الأطفال من
المدارس الفنية أو مراكز التنمية الجمالية ، نرسل لهم كتبا كهدية، أو أقراصا مدمجة عليها
تسجيلات حكايات يقرأها ممثلون مشهورون . فنحن نرغب في توطيد التواصل مع هذه المراكز.
هل كانت لكم تجربة سابقة في إستخدام القصص العربية في هذا المشروع؟
بالطبع.. هذا موضوع استثنائي، للحكايات العربية سحرها، ونكهتها المميزة.. جمال
الشرق ، الملابس الزاهية الملونة كل ذلك يساهم في إيجاد مخيلة خلاقة. على سبيل المثال،
حكايات "مصباحُ علاء الدين السحري" ، و "السندباد " ، و"علي بابا والأربعين حرامي" ،
بالنسبة لنا هي قصص مثيرة للاهتمام.
عندما افتتحنا أحدَ المعارضِ في مشروعنا في متحف الشرق في موسكو ، وضِعت إلى
جانب رسوم الأطفال ، فوانيسُ قديمة وسَجاداتٌ شرقية جميلة من معروضات المتحف
استخدمناها لخلق جو فريد. بالتأكيد نحب أن نَطلع على اعمال الأطفال من الدول العربية
لنتعرف كيف يرَون القصص والحكايات المختلفة، كيف يبدو أبطالُ القصص العربية الشعبية،
وكيف يرَون أبطال الحكايات من بلدان أخرى؟ في مشروعنا.
كيف يمكن للأطفال من العالم العربي إيصالُ رسومهم إليكم؟
هناك متسع للجميع ليس لدينا أي شروط بالنسبة للعمر أو لأسلوب الرسم، أو المواد
المستخدمة - ذلك يعود لاختيار الفنانين اليافعين.
.....}
:hh79: