ذنوب الخلوات
مدخــل
(إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير)
ذنوب الخلوات هي أصل الإنتكاسات وكلما أغلق المرء على نفسه الباب خشية الناس
زادت وحشة قلبه .." فخاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس"
فالحسرة لمن خاف ملامة الناس ولم يراقب ربه في همساته سكناته حركاته ..
عجيب هو أمرنا فــ صالح أعمالنا كالشهد أمام ذوينا
وحين نكون رقماً واحداً مع أنفسنا تسقط من بعضنا جلّ الفضيلة وننسى ستر الله لنا ..
الله أكبر ما أجمّل المرء حين تهزه الشهوات هزاً فيعلوصوت الخشية ليقول تركتها لأجلك يارب
تركت المعصية خوفاً منك .. فتبكي عيناه من خشية الله ..
هو يعلم أن لا ذنب يرفع هامه المؤمن .. إنما هو طريق مُهلك يقود إلى الحسرة
هو واثق أن لا ذنب يستحق أنّ يُمارسه ليمتص من حسناته ويترك في نفسه براثن القسوة ..
وكم من معصية لم نستطع إغلاق الباب دونها فلما قُضيّ أمرها وتضخم شأنها صارت كالوخز في
قلوب البعض لأنهم ما تركوها بل مارسوا خطيئتها وحَملوا وزرها ..
والربّ :
أيما ذنب حاربته نفوسنا وانتصر فيه ضمير الخير وركلته أقدامنا وتبرأت منه نفوسنا لأجل الخوف من الله
فإنه لا يضيع أدراج الرياح ..
وأيّ شيء يضيع أجره والرب يرضى حين نترك الخطيئة لوجهه سبحانه
ختاماً
إذا خلوتَ بنفسك يوماً وسَهُلَ عليك فعل المعصية تذكر أنّ الله من سابع سماء مُطلع عليك
فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك ..
" إياك أن تكون عدوا لإبليس في العلانية صديقا له في السر"