أكد العلماء أن حالات الايذاء البدني أو النفسي التي قد يتعرض لها الإنسان في الطفولة وتسبب له آلاماً تبقى آثارها في اللاشعور حتى وقت متأخر, تؤثر تأثيرا سلبيا على جهاز المناعة الذاتي, وقد يشعر الإنسان بأن هذا الجهاز يعمل لغير صالحه, وانه يستحق ما يعانيه من ألم, وأن مكانته الادبية والمعنوية في هبوط مستمر, وأنه غير جدير بالصحة والعافية,
هذا ما يعترف به كثير من المراجعين بالصحة الوقائية وما يصارحون به الأطباء المتخصصين في علاج الجهاز المناعي الذاتي, ويسألونهم عن السبب فيما يعانونه من اهتزاز الثقة بأنفسهم وبقيمتهم الذاتية.
وكثيرا ما يؤكد لهم الأطباء - بعد سماع تاريخ الاصابة - ان السبب هو ما تلقوه من ايذاء على المستويين البدني والنفسي في سن مبكرة - كالعقاب والتأديب والتوبيخ والانتقاد - وهم صغار سواء من جانب الآباء والأمهات او من جانب المدرسين او نتيجة لحالات التنمر من جانب زملائهم الاكبر سنا والأقوى جسما في المدرسة هذا يعني ان الايذاء يأتي في اشكال مختلفة ليصيب الفرد.
كما ان ردود الفعل تختلف من شخص لآخر- وقد يرى بعض الافراد ان الايذاء امر يحدث احيانا ويسهل تجاوزه, فيما يرى البعض الآخر انه مؤلم, ويثير الغضب والسخط ويسبب مشاعر الحزن والاكتئاب بصورة تلقائية, بل ان اشخاصا يحكمون على بعض التصرفات من جانب الآخرين أنها مؤذية وجارحة, فيما يحكم عليها آخرون بأنها عادية ولا تستحق ردود الفعل الغاضبة.
والإنسان - كما هو معروف - هو الذي يؤذي نفسه أو يريحها حسب تفكيره أو حالته المزاجية لكن الانسان - وهو في سن صغيرة - اكثر حساسية وتأثرا, بل انه يتعاطف مع الآخرين اذا رأى انهم يتعرضون للايذاء ويشاركهم هذا الشعر وتترسب هذه المشاعر السلبية في نفسه لتبقى في اللاوعي "العقل الباطن" بمرور الزمن, وهذه المشاعر الأليمة تؤثر سلبا على جهاز المناعة الذاتية والعجيب ان البعض يتهيأ له انه يستحق هذا الايذاء وها ما يتسبب في تفاقم اصابته, واهتزاز ثقته بنفسه وبقيمته الذاتية.
من بين اجزاء الجسم التي تتعرض للمزيد من الاصابات وحالات المرض بمرور الوقت القلب والغدة الدرقية والطحال والبنكرياس والمعدة والمرارة.
لعلاج هذه الحالة المرضية عليك بالتفكير الجدي في حالتك والبدء بالتخلص من ذكريات الماضي الأليمة ونسيان الايذاءات سالفة الذكر وما صاحبها من مشاعر سلبية تضر ولا تنفع وعليك بإقناع نفسك بأن ما حصل قد حصل واصبح في ذمة الماضي ولن يتكرر, وهذا يعني البدء بصفحة جديدة من الثقة والايمان بالقدرات الذاتية والانفتاح على الآخرين والاستفادة من تجارب الماضي وتأكيد الثقة بالنفس.
هذه الروح المعنوية العالية سينعكس تأثيرها صحيا على اجهزة الجسم المختلفة, خصوصا الجهاز المناعي هذا بالاضافة الى التأثير النفسي الايجابي الذي يضمن للانسان مزيدا من مشاعر الراحة والبهجة والسعادة.