أوضحت
نتائج أحدث دراسة بحثية عن علاقة الغذاء بإحداث مشاعر إيجابية لدى الإنسان
إلى أن الأسماك البحرية السالمون والتونة التى تتميز بمحتواها العالى من
الأحماض الدهنية أوميجا-3 التى تفعل بداخل الجسم فعل السحر، حيث تؤدى
أدواراً مماثلة للعقاقير المضادة للاكتئاب وتساعد على زيادة معدل تدفق الدم
فى الأوردة والشرايين مما يساعد على تهدئة الأعصاب.
كما تزيد تلك الأحماض من إفراز هرمون السيروتونين الذى يقاوم الاكتئاب وعدم الضحك .
كما أوضحت النتائج أن الترمس الذى يعد من بين أفضل الأغذية التى تجلب
السعادة لغناه بالحامض الأمينى الأساسى التربتوفان والذى تتمثل فائدته
الهامة فى زيادة إنتاج وإفراز هرمونات السعادة فى الدماغ مثل السيروتونين
والميلاتونين وزيادة الشهية وتنظيم عملية النوم وتنشيط مناعة الجسم.
وأثبتت الدراسة أن تناول مرضى الاكتئاب للأسماك بانتظام يؤدى إلى تحسن
ملحوظ ويقلل أعراض القلق واضطرابات النوم والميل للانتحار يلى ذلك زيت
الكتان الزيت الحار والذى يعد من أغنى الزيوت الغذائية إحتواء على الأحماض
الدهنية أوميجا-3.
وأكدت الدراسة أن القرع العسلى غنى بفيتامين ب 6 والحديد اللذين يحولان
السكر المخزون فى الجسم إلى جلوكوز الذى يغذى بدوره الدماغ، مما يجعل
الإنسان دائماً فى حالة مزاجية جيدة. كما أن غناه بالحامض الأمينى المعروف
بـالتربتوفان وعنصر الماغنيسيوم يجعل منه غذاءً مهماً يساعد على الاسترخاء
والتخلص من الضغوط ويساعد على النوم العميق وخفض ضغط الدم وإزالة النكد
والاكتئاب.
أما الموز فيحتوى على العديد من المركبات الكيميائية النباتية التى تسمى
بأشباه القلويات القلويدات والحامض الأمينى المعروف بـالتربتوفان وفيتامين
ب6 والتى تسهم بدور مباشر فى إكساب الإنسان الثقة بالنفس وكذلك زيادة قدرة
الدماغ على صناعة وإفراز هرمون السيروتونين الذى يزيل الاكتئاب ويقود إلى
الضحك.
كما أشارت نتائج التحليل الكيميائى للملوخية المصرية أن محتواها العالى من
الفيتامينات مثل الكاروتين وفيتامين أ ومجموعة فيتامين ب المركب يحسن بدرجة
كبيرة من أداء الموصلات العصبية بالجسم والمساعدة على إفراز هرمون
السيروتونين الذى يحسن من الصحة النفسية ويقاوم الاكتئاب ويشعر الإنسان
بنوع من المقاومة الذاتية والمناعية ضد المسببات العضوية للاكتئاب بل ويشعر
الإنسان بنوبة من السعادة يكون مؤداها الضحك وهذا ما تنبه إليه اليابانيون
أخيراً من علاقة وثيقة بين تناول الملوخية والشعور بالراحة والسعادة بل
وصنعوا منها العديد من التركيبات الدوائية المقاومة للاكتئاب.
وقد تشارك أوراق السبانخ جزئياً فى الأدوار السابقة للملوخية التى تتميز
بوفرة محتواها على حامض الفوليك الذى يؤثر بطريقة مباشرة فى زيادة إفراز
هرمون السيروتونين ثم تأتى ثمار الكريز الغنية فى محتواها بمجموعة
الأنثوسيانين والتى تعطى للثمار اللون الأحمر التى لها قدرة كبيرة على
إعطاء الإنسان شعوراً كبيراً بالسعادة والضحك من خلال فعلها الساحر فى
التأثير على الجهاز العصبى وتنقية الدم مما يعرف بالشوارد الحرة وزيادة
درجة سيولته وتدفقه فى الأوعية الدموية لذلك أطلق عليه هؤلاء العلماء
الأسبرين الطبيعى لذلك أثبتت الأبحاث أن تناول عدد10 ـ20 ثمرة من الكريز قد
يفوق فى فعاليته أدوية علاج الكآبة.
أما بالنسبة للدقيق الكامل للأقماح الغنية بالبروتينات فى صورة الخبز
الأسمر ومطحون بعض حبوب الغلال الأخرى مثل الشوفان فإنها غنية ببعض المعادن
المهمة مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم ويكون له فائدة أكبر إذا تم
تناولها مع فيتامين ب المركب، حيث تفيد تلك العناصر الغذائية فى المحافظة
على سلامة الجهاز العصبى ويعطى إحساسا بالهدوء ومعالجة حالات الاكتئاب
والقلق والحزن والإحباط والاضطرابات العصبية، ولعل هذا يؤيد احتواء أنواع
كثيرة من العقاقير المضادة للاكتئاب ضمن تركيبها على دقيق القمح الكامل.