يربط الكثيرون بين الصوم وحالة الكسل والخمول التي تصيب الصائم، مما يؤثر سلبا على تركيزه. وقد يستشهدون باعتياد بعض المصالح الحكومية والشركات في العالم الإسلامي على خفض ساعات العمل في نهار شهر رمضان مع تعويضها في الفترات الليلية مما يؤدي إلى قلة الإنتاج. لكن المؤكد أن هذا الإجراء يتم اتخاذه للتخفيف على الصائمين وإتاحة الفرصة لهم للتفرغ للعبادة وليس لتناول الطعام.
يشاع أن القدرة على التركيز تقل في رمضان ويميل الإنسان للكسل ويتم ربط ذلك بالصيام. وقد وصل هذا الاعتقاد إلى درجة تجعل الكثير من الطلبة يتغيبون عن الدراسة، كما تقل نسبة إنتاج الفرد في المصانع والشركات.
لكن الأبحاث كشفت أن حالة الخمول والكسل وعدم القدرة على التركيز لا علاقة لها بالصيام، وإنما بالنظام الغذائي غير الصحي المتبع في العالم العربي في كل الأيام سواء قبل رمضان أو أثنائه. فاعتماد الجسم على السكريات البسيطة والنشويات مع عدم وجود توازن بينها وبين البروتينات والألياف والخضروات يصيب الإنسان بحالة خمول هذا بالنسبة لغير المدخنين. أما المدخنون، فانسحاب النيكوتين تدريجيا في الأيام الأولى هو السبب.
وقد اكتشف بعض الباحثين أن الصوم من وقت لآخر ينشط خلايا المخ. وأن التغذية الصحية مع الصوم وعدم الإفراط في تناول الطعام يمنع حدوث اضطرابات في وظائف المخ، كما تقلل من خطورة التعرض للسكتة الدماغية. حيث إن حرق الدهون الزائدة أثناء الصوم يجدد نشاط الخلايا ويزيد من كفاءة توصيل الإشارات في المخ.
وسبحان عز من قائل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)".
فالتزام المسلم بعبادة الصوم سواء النافلة أو الفريضة يقي جسمه من بعض الأعراض التي يخيل إليه أنها بسبب الصوم.