كيف نستطيع تنمية هوايات الأطفال وتشجيعهم عليها؟كيف نساعد الطفل في الاستمرار في هوايته والاستفادة منها كي يبدع وينجح؟
هل يستطيع الطفل التوفيق بين ممارسة هوايته وأعماله وواجباته المدرسيّة؟
أسئلة تدور في أذهان كثير من الآباء حول هوايات أبنائهم وكيفيّة تنميتها وعدم تأثيرها
على روتين حياتهم. فبعض الآباء يطمحون في أن يكون أبناؤهم متميزين وبارعين في
عمل ما. وبعضهم لا يريد أن ينشغل ابنه عن دراسته مهما كان العمل الذي يقوم به.
الهواية هي عمل حرّ يقوم الطفل رغبة منه بعيداً عن أيّ ضغوطات اجتماعيّة، أو أسريّة
أو مهنيّة، وقد تكون فطريّة أو مكتسبة من البيئة المحيطة بالطفل.
ويستطيع الوالدان اكتشاف ما يستهوي أبناءهم من خلال مراقبة سلوكهم أثناء اللعب،
ومعرفة قدرات الطفل، وما يميل إليه، وتوجيهه نحو الأفضل ، وعندما يترك الوالدان الطفل
يجرّب أشياء عديدة يتمكّن من خلال ذلك العثور على الأشياء التي تثير اهتمامه، كالذهاب
به لممارسة بعض الأنشطة الرياضيّة؛ مثل ركوب الخيل، أو توفير مستلزمات الخياطة والتطريز
للبنات بإشراف الوالدين فيستطيع الأهل معرفة الأقرب إلى نفس الطفل وقدراته.
وللأسرة دور مهمّ في مجال تنمية هوايات الطفل وجعله يستمتع بها ويستفيد منها، وعليهم
أوّلاً احترام الطفل وميوله ورغباته التي لاتتعارض مع ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا؛ كالرقص،
والعزف على البيانو مثلاً،.بل علينا دعمه وتوفير البيئة المناسبة له من حيث إيجاد الأدوات
المناسبة للقيام بالهواية وتوفير الزمان والمكان المناسبين لممارسة هذه الهواية، دون أن تؤثّر
على قيامه بواجباته الدينيّة والمدرسيّة.ولا يخفى علينا جميعاً أنّ التعليق والسخرية من هواية الطفل - وإن كانت لا تعجبنا- قد تؤثّر
عليه وتعيق تقدّمه إلى الأمام وبراعته فيها.
وقد يجبر الوالدان أبناءهم على خوض تجربة أو الاشتراك في نشاط معيّن أو لعبة ما، ولكنّ
هذا سيؤثّر على الطفل ويسبّب له ضغوطاً نفسيّة، بالتالي عدم إقباله على الهوايات الأخرى
والأنشطة المختلفة، وإنّما تترك الحرية للطفل في اختيار ما يرغبه من أنشطة وألعاب تحت
إشراف وتوجيه الوالدين.
ومن الضروريّ استغلال الإجازات والعطل الصيفيّة في تشجيع الأطفال على ممارسة هواياتهم،
ولكن ليس معنى هذا أنّها تُنسى بقيّة أيّام السنة، بل تمارس في أوقات الفراغ وعطلة نهاية
الأسبوع حتّى لا تؤثّر على تقدّم الطفل في دراسته