السؤال رقم / 11700
لي
طفل كثير الحركة عدواني على اخوته، سريع التوتر ،كثير التخريب ، في الصف
الأول الابتدائي تحفيظ ، يتهرب كثيرامن الحفظ ، ذكي في ابتكار طرق التهرب ،
لم تنفع معه الهدايا مع قلتهاولا الوعود ارجو التوجيه
الجواب
[b]الحمد
لله وبه استعين، وبعد: الأبناء نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل على الآباء
والأمهات، وهم زينة الحياة الدنيا، وإن أي نعمة تحتاج إلى شكر المنعم
سبحانه والمحافظة عليه، والأبناء كذلك. والذي ظهر من السؤال أن الابن يمتلك
مجموعة من الصفات الإيجابية، ومنها: الذكاء، وسرعة البديهة، ومهارة
التفكيك والتركيب، والاعتداد بالشخصية (الثقة بالنفس)، وهذه الصفات
الإيجابية تحتاج إلى تعزيز وتقدير لكي تترسخ فيه وتنمو بشكل أفضل مع مرور
الزمن.
وتتمثل المشكلة في هذا السؤال في ثلاث محاور أساسة هي: كثرة حركة
الابن، وعدوانيته على أخوته وسرعة توتره، وتهربه من حفظ القرآن الكريم.
ويمكن توضيح الحلول المقترحة على النحو التالي:
أولاً) كثرة حركة الابن:
يتصف
بعض الأطفال بكثرة الحركة، ويكون سببها أحياناً الرغبة في لفت الانتباه
وأن يحظى باهتمام الآخرين، وهذا النوع من الأطفال يحتاج إلى رعاية خاصة في
التعامل، واستخدام أساليب جذابة ومناسبة في التعامل لشد الانتباه، ويمكن
توجيه حركة الابن وضبطها بإتباع الآتي:
1) الصبر على الابن واحتماله إلى أقصى درجة، وعدم استخدام العنف معه لأنه ستحول إلى عناد.
2) يجب أن نتصف بالمصادقية مع الابن في استخدام أسلوب الحوافز (الجوائز والهدايا)، ومن ذلك أن نضعها أمامه لتذكره كلما نسي أو خالف.
3) تهيئة أماكن في المنزل لممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية، حتى يتسنى له إفراغ طاقته الحركية من خلالها.
4) الذهاب
به إلى أماكن مفتوحة كالحدائق العامة والمنتزهات، والسماح له فيه بحرية
الحركة التي لا تؤدي إلى الإضرار به أو بالآخرين.
أخيراً: يمكن عرض
الابن على الأطباء المتخصصين في فرط الحركة وتشتت الانتباه في مستشفى
الملك فيصل التخصصي للتأكد من أن زيادة الحركة طبيعية ولم تصل إلى مستوى
يكون معه الابن مصاباً بفرط الحركة وتشت الانتباه.
ثانياً) عدوانية الطفل على أخوته وسرعة توتره:
يعتبر
السلوك العدواني أحد أهم السلوكيات التي يتصف بها بعض الأطفال في عصرنا
الحاضر بدرجات متفاوتة, ويقصد به أي سلوك من شأنه إيقاع الأذى الجسدي أو
النفسي أو الألم بالذات أو بالآخرين وبالأشياء، حيث يظهر بين الأخوة داخل
الأسرة وبين الطلاب في المدرسة وفي الشوارع والأماكن العامة بأشكال مختلفة.
ويمكن تقليل عدوانية ابنك على أخوته بإتباع الأتي:
1) الإكثار من ملاعبته بألعاب رياضية محبَّبة إليه، حتى لا يصرف هذه القوة في الاعتداء على أخوته.
2) تكليفه بأعمال أمام أخوته، كإلقاء الأناشيد، أو التعبير عن نفسه، أو سرد حكاية أو نطالبه بالقيام بعمل ما ونثني عليه ونشجعه.
3) تنظيم
وتريب بيئة الابن المنزلية، وأن نُهيّئ له مكاناً يتحرك فيه ويلعب بحرية،
فإن لم يكن في المنزل مُتسّعٌ، نصحبه إلى الحدائق، وملاعب الأطفال ويُفضّل
أن يتم ذلك مع الأصدقاء.
4) أن نشعره بالحب، والعطف والحنان والأمان ونلبّي طلباته دون إسراف ، وهذا يؤدّي إلى جعله إنسان سوياَ.
5) تجنب
الممارسات العدوانية أمامه والعمل على خفض مستوى النزاعات الأسرية،
وإبعاده عن مشاهدة مناظر الرعب والصراع التي تُعرض على الشاشات والقنوات
الفضائية.
ثالثاً: تهربه من حفظ القرآن الكريم:
يتصف الابن بناءً على السؤال بالذكاء، ولا يلزم من ذلك القدرة الكبيرة على الحفظ، ولكن يمكن ترغيبه بالحفظ بإتباع الآتي:
1) أن يُلحق الابن بإحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم القريبة من المنزل.
2) أن يشاهد الابن أفراد أسرته وهم يقرؤون ويحفظون القرآن الكريم.
3) تقديم الحوافز المادية والمعنوية عندما يحفظ الجزء المخصص من الحفظ.
أصلح الله جميع أبناء المسلمين ووفقهم لما يحبه ويرضاه ونفع بهم.
د / حمد بن عبدالله القميزي
[/b]