كنت في عالمي الرائع حتى تحسست بحركة خفيفة خلفي
وما أن أدرت وجهي حتى شاهدت أخي الصغير يحاول تملك نفسه من الضحك وقد اغروت عيناه بالدموع واحمر وجهه
اااااااااه يارب لماذا لم أولد وحيده في هذه العائلة
...................................
استلقيت على سريري أفكر
لماذا كل هذه العنصرية ......ما هو ذنبي وما هي الجريمة التي ارتكبتها ........حتى يتم نفي من الحياة الاجتماعية
هل السمنة مشكلتي أنا........... أم هي مشكلة من حولي
لماذا يتم ازدرائي بهذه الطريقة ..........والتقليل من شأني أمام الجميع .......والسخرية من وزني بقسوة
كم شخص منكم صادفه هذا الموقف ولم يتصرف بنفس الطريقة التي تتكرر دائما ومرارا
عندما يمر أمامكم شخص يعاني من السمنة
ألا تحدقون فيه وفي تقاسيم جسده
ألا تطلقون بعض التعليقات بمجرد مروره من أمامكم
ألا ترددون هذه الجملة (الحمد الله والشكر
ألا تتعجبون من وزنه
لماذا لا تتوقفون لبرهة فقط وتضعون أنفسكم مكان هذا الشخص السمين
كيف سوف يكون شعوركم
وما هو الإحساس الذي سوف ينتابكم في هذه اللحظات عندما يحدق شخص بك بطريقه تزيد من إحراجك
تزيد من معاناتك
سوف تسير بخطوات مهزوزة وتكسو وجهك ملامح الجدية
وتتجنب النظر إلى أعينهم
لماذا لا يعلم هؤلاء أن تحت هذه الأجساد المكتنزة باللحوم والشحوم
وان داخل هذا الجسد
وبإعماقه
روح
نعم روح مثل كل روح
تحس .........وتتألم ........وتعاني
وتفرح........ وتشتاق ........وتحزن
وتحب........ وتكره
أنها لا تختلف عنكم أبداً
فهي تنجرح من تعليقاتكم مثل كل إنسان طبيعي يتعرض للسخرية
إنها تشتاق للتقبل الاجتماعي حالها من حال غيرها
أنها تحس بالإحراج من نظراتكم الموجهة بقسوة إلى جسدها
لماذا اردد أشخاص يعانون من السمنة
نعم أن السمنة مرض ومعاناة
مرض جسدي ومرض نفسي
عندما أطلق احد أولاد الحي علي لقب رهف اكس وليس بسبب قرابتي لي
مالكم اكس الذي ضحى بحياته في سبيل تحرير بني جنسه ذو البشرة الداكنة من الاضطهاد
لا لقد تم تسميتي به بسبب وزني
لقد تم أطلاقه بسبب تفاهة بعض الأشخاص
الذين يتعطشون إلى رؤية من حولهم محطمين ومتألمين
بسبب نزعتهم السادية
لقد التصق هذا اللقب بي حتى عندما دخلت إلى الجامعة
حتى في منزلنا كان الجميع يناديني ب رهف اكس
من دون مراعاة مشاعري أو الاكتراث بوقع هذا الاسم المؤلم على مسامعي
لقد كانت دموعي الحارة كأنها قطرات من الجمر تصطدم بالحاجز الجليدي الذي يفصل بيني وبين المجتمع على أمل إذابته
ولكنها تتبخر تاركه خلفها ..........غيمه من البخار ما أن تلبث ثواني حتى تتلاشى