جنازة شيماء هزت الشارع الجزائري
صورة: (الشروق)
"سلمى".. من مواليد 96، تلميذة في ثانوية عين بنيان، هربت إلى صديقتها تسبب
اختفاء فتاة تبلغ من العمر 16 سنة، تدعى سلمى، وتدرس بالثانوية الجديدة
بعين البنيان لثلاثة أيام، حالة استنفار قصوى ودخول عائلتها وجيرانها وكل
من يعرفها في خوف وهستيريا، خصوصا وأنها تزامنت مع حادثة اختتطاف الطفلة
شيماء وقتلها.
وتؤكد حادثة سلمى الرعب والارتباك
اللذين تسللا إلى نفوس العائلات الجزائرية خوفا من تكرار سيناريو الطفلة
شيماء. والد سلمى تنقل إلى "الشروق" صبيحة أمس، وكان في حالة يرثى لها حيث
كان يبكي ولم يستطع أن ينطق بكلمة.. سوى أنه كان يردد: "خطفوها...
خطفوها... وأخاف أن أجدها جثة هامدة مثل الطفلة شيماء..." وخلال محاولتنا
معرفة تفاصيل القضية، رن هاتفه وتنحى جانبا، حيث تغيرت ملامح وجهه، ورد
مندهشا: "راني جاي". وقطع مكالمته الهاتفية وغادر مسرعا وطلب منا أن ننسى
الحكاية...
"الشروق" تقفت آثار والد سلمى رفقة
شخصين آخرين، حيث طاردنا السيارة التي امتطاها وهي سوداء اللون من نوع
"سيترويان بيرلانغو" التي انطلقت من مقر "الشروق" بدار الصحافة في اتجاه
الأبيار، إلى أن وقفت السيارة أمام فتاتين، فنزل والد سلمى الذي عانقها
بقوة وكان يردد: "ابنتي وين كنت.. وين كنت...؟" حيث حضرنا مشهدا تقشعر له القلوب وتهتز له النفوس..
حاولنا التقرب من والدها، ولكنه رفض التحدث، واكتفى بالقول: "كل شيء انتهى! إنني الآن مع ابنتي! وهي حية ترزق...!"
مصادر أمنية لـ "الشروق" أكدت أن الفتاة تدعى "سلمى. ص" ولدت في
24 أوت 1996 بباب الوادي، تقطن بحي عدل بعين البنيان. أودع والدها شكوى لدى
مصالح الأمن الحضري 3 بعين بنيان السبت الماضي، وجاء فيها أن الطفلة سلمى
اتصلت بأمها في حدود الساعة الثانية مساء يوم 23 ديسمبر الماضي، وقالت لها
إنها سوف تذهب إلى صديقتها القاطنة في منطقة باينام لتحضر "الكراريس"
ولكنها لم تعد إلى المنزل بعد ذلك...
وتشير
المعلومات الأولية للبحث أن الطفلة خافت من النتائج الدراسية الوخيمة التي
تحصلت عليها فهربت لمدة ثلاثة أيام، حيث اتصلت أم صديقة سلمى القاطنة
بالأبيار بوالدها وقالت إنها عنده. اتصلنا بوالدها هاتفيا ورفض التحدث معنا
واكتفى فقط بالقول: "كانت عند العائلة واحنا ما نتفاهموش معاهم..."