في كربلاء صرخة ....
هكذا علمنا الحسين...
وفيها نهضة ...
وفيها ثورة....
وفيها رفع ظلامة ...
وفيها حب وكرامة وحياة للإنسان....
فللإنسان نهض الحسين....
وبالإنسان أراد النهوض....
هب أننا نجلس اليوم تحت منبر الحسين...
فماذا تراه يقول ؟؟
سيسألنا الحسين عن الفقراء...
عن البؤساء...
عن الكادحين....
عن أطفال مشردين في الشوارع
عن شباب مضللين
عن فتيات تستغل عواطفهم ظروف الحياة
عن مدمنين وقعوا في شرك المخدرات...
عن سارق قطعت يده سكين العوز
عن طاقات تبددت ....
عن عقول عطلت....
عن معاقين نرميهم بلا رحمة في دهاليز الظلام
عن آية نفسرها حسب رغبتنا
عن حديث نعلقه على باب دارنا ولا نعمل به....
عن دم نريقه جهلا ولا نحيي به حياة إنسان...
عن مسجد صلاته صارت طقوس
عن عالم متأفف من سؤال بوجه عبوس
عن عمامة لم تعرف العلم
عن عباءة تشوه الدين
عن جباه سوداء ...
عن عيون عمياء...
عن معلمين تجار...
عن لصوص نسميهم أطباء...
سيسألنا الحسين سؤال الأنبياء....
من الغريب عن الإنسان ؟؟
أنا ؟؟
أم أنتم الغرباء....
سيسألنا الحسين ....
عن كل امرأة منعناها من أن تكون كمريم العذراء
عن كل داعية رفع صوت المسيح فصلبناه...
عن كل علي نضربه بالسيف لأنه حارب الإقطاع
عن كل محمد مد يده لأخوه الإنسان...
عن وعن وعن .....
أين نحن عن تربية الحسين ؟
أين نحن عن روح الإنسان بالحسين ؟
هل نربي أبناءنا كما فعل الحسين ؟
هل نحمي بدمائنا شرف نسائنا كما فعل الحسين ؟
هل نقرأ كلمة الحب في الله كما فعل الحسين ؟
في جامعاتنا ؟
في مدارسنا ؟
في بيوتنا ؟
في مدننا وقرانا ؟
في تجارانا وصناعتنا ؟
هل نزرع حقا بذور الحسين ؟
لا نرحم من أخطأ
لا نعفو ولو مرة عمن ظلم
لا نرأف بأبناء مجتمعنا....
همنا فقط ....
أن نتبجح ونظهر للناس كم نحب الحسين....
وهل الحب إلا الطاعة ؟
نعم ...
من يسهم في بناء مدرسة فهو يحب الحسين
من يعالج مدمنا فهو يحب الحسين
من يحمي امرأة من ذئاب الناس فهو يحب الحسين
من يدعم متفوقا في دراسته فهو يحب الحسين
من يفتح مركزا مهنيا فهو يحب الحسين
من رفع الظلم عن مظلوم فهو يحب الحسين
من أحسن معاملة زوجته فهو يحب الحسين
من احترم جاره فهو يحب الحسين
من حفظ حرمة الناس واعراضهم فهو يحب الحسين
من رفع الحرمان فهو يحب الحسين
من بنى الأوطان فهو يحب الحسين
من كان إنسانا فهو يحب الحسين
من حفظ الأديان ومقدساتها فهو رسول للحسين
من حمى كنيسة...
من بنى مسجدا....
من أقام للإنسانية صلاته فهو مع الحسين...
من وأد فتنة ودفع بلاء عن الأمة ...
من وقف في وجه المذهبية والطائفية والعنصرية فهو صوت للحسين
إن الله كرم ابراهيم الخليل وجعل اسمه وحجه وذكره فينا في كل عام...
لكن إسم الحسين وروح الحسين وإنسان الحسين باق على الدوام...
بإسم الحسين وعلى اسم الحسين سيحاسبنا التاريخ....
وترفعنا أو تضعنا الأيام ...
انتهى...